سلسلة : " حديث النفس "
بقلم/ إدريس جوهري
هي تمسك به تتمسك بما تبقى
من خيوط قرمزية ليلكية
ليس عن اختيار عفوي تلقائي
أو هدف مبرمج ممنهج
أو رغبة نزوية .. أو إشباع عاطفي
بل ضرورة أقضت مضجعها
قوائم بيتها الأربعة تشققت
و السقف العلوي آيل للسقوط
في أية لحظة ... سينهار
الحلم الذي جمعت له الأموال
طوال السنين التي مضت
سيتهدم بين الفينة والأخرى
بسبب الزلزال الذي ضرب البلدة
هي لا تريد حضور مشهد النهاية ...
استقلت غرفة في فندق بسيط
ريثما تتحسن وضعيتها المالية
فقد رهنت جميع ممتلكاتها
في هذا المشروع .. نظمت أوقاتها
كي لا تستسلم وتنهزم بسبب
الفاجعة .. وصارت تقضي جل
أوقاتها في عملها "بالسيرك"
وبعض المرات عندما يضيق
بها الحال ذرعا .. كانت
تذهب عند راهب الكنيسة
تعترف عن أخطائها و ذنوبها
و طلب الغفران و المسامحة
لعلها تجد بعض السكون
و الهدوء النسبي ..
لأنه لا سبيل لها للنجاة
من حالتها الهشة هذه
خوفا من أمواج بحرية
تكسرها أو تدمرها
فتصبح هباء منثورا تذهب
به الرياح الكثبانية العاتية ..
فمنذ سقوطها من "سلاك لاين"
الذي اعتادت ممارسته يوميا
بحكم نوعية العمل الذي تزاول
حتى كانت قد اكتسبت
زيادة في الثقة بنفسها
و شعور بالارتياح و الاطمئنان
و نوع من التناغم و الألوان
التي أضافت إلى حياتها
شيئا من السعادة و السلام الداخلي ..
مع أنها كانت تحسب كل خطوة
تخطوها إلى الأمام لكن ما لبثت
أن أخذت منعطفا هاويا جعلها
تتدحرج شيئا فشيئا حتى
سقطت في بئر مظلم
و في شدة عتمتها ..
صارت تبحث تفتش عنه
في كل مكان و زمان
ليل نهار لعلها تجد نجمتها
القطبية أو فارس الأحلام
الذي يأخذها على حصانه الأبيض ..
لكنها ما لبثت أن تلقت دعوة
لحضور حفلة تنكرية عزمت
أمرها وارتدت أحلى الفساتين
و الإكسسوارات و العطور
تنكرت في زي الأميرة "ساندريلا"
ثم دخلت إلى القصر
موسيقى كلاسيكية هادئة ..
الكل يرقص مع رفيقته
أما أنا فبقيت في زاوية
لوحدي أرتشف كأسا من النبيذ
ثم كأس فودكا ... و ويسكي
و آخر .. وآخر .. وآخر .. أريد
أن أشرب ثم أشرب حتى أنسى
من أنا ..؟؟ أنسى إسمي .. ؟؟
وأنسى كل شيء .. ؟؟
كنت ثملة جدا بالكاد
يمكنني الوقوف
أتمشى حافية القدمين
عارية الجسم .. أفضل ساعات
طفولتي قضيتها مع الميوزات
التسع تعانقني تزملني تدثرني
لقد أحببت في قصائدي الحديث
عن الرجل الذي يراوغ الرجل
بشخصيات متعددة في مغامرات
الليل والنهار هذا هو هدفي
في الهذيان في الثمالة في العصيان
وحتى في الصحو وفي الصباح
لم أجد بدا غير الانغماس معهم
لتصفية عيوبه ، لصقل مواهبه ...
هذا هو طموحي باختصار أود
أن أفهم هذه الأمراض الخبيثة
واستأصالها من جذورها الخيانة
والخبث والنفاق ... من هم ..؟؟
إنهم أجنبيون عني ، لكنهم عزيزين
جدًا علي .. ولعدد كثير من الأصدقاء
والأعداء والحبيبات والإخوة إنه
مشروع طموح ، إنها مهمة ضخمة ،
إنها رحلة محفوفة بالمخاطر ،
إنها مهمة لا مثيل لها ، زندقة
من وريث آلهة الشعوذة ، جثم
فوق نار الجحيم ... تمشي على
جماجم الإنسان وعظامه ورفاته
للوصول للبرج العاجي ، لذلك نادرًا
ما أتحدث عن اقتلاع الفرح من
زهور الشر ...!! الطبيعة خالدة ماجدة
تبتسم من بين "نفق زهور الوستارية" ،
"وجبال دانكسيا" و "بوابة الجحيم"
إنها أشد صفاءا .. وعبقا .. و ألوانا
في ضوئها وبياضها تأتي زهرة الثلج ،
فقط من قبل الصديق الذي
لا يكذب .. أجد الضحك يجذبني
أقل من البكاء الشديد حيث
المقياس المفضل لدي هو الآية
الفردية الذي يظهر في صورة
حفار القبور ، وفي صائغ الجواهر ،
هل أنا صالح جدًا ..؟؟ أم ملعون ..؟؟
أم منتخب ...؟؟ في قصائدي
الحديث مع الآخرين يستلزم
استخدام "الروليت الروسي" ،
كما هو الحال في لعبة الموت ،
لكنني صادق ، لست مثل العبد الخادم
الذي ألقى سيده في النار بوقاحة
أيها الناكرون الماكرون المستهزؤون
أراهم وراء الستار البلوري فأبتسم
لا لا يا عزيزي ..!! هاذا لست أنا هذا ما
أريدك أنت أن تراني عليه هذا نسختي
سلسلة من صفحات أنتم الشخص
الذي يرسم لكم الكلمات الرقراقة
الحانية .. أوالشرسة المتغطرسة ..!!
أنا أحب الاستماع إلى النظرات ومراقبة
الحركات وقراءة الكلمات والإيماءات
والتنصت للخلجات ولبنات النور ..!!
أنا مصباح الشارع الخاص بي ...!!
أنا مصدر الحب دون انتظار ...!!
أنا مملكة لا يدخلها لا يسكنها
إلا من يحمل جواز الوفاء بلا نكران ..!!❣❣
@ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
16/06/21 Jouhari-Driss
Andrea of Fly Girls & Since I was a child,
I have felt an urgent impulse to develop
myself, and this is how I realized that it was
my duty as an extraordinary human being
to develop my potential. ~Bruce Lee
منذ كنت طفلا ، كنت أستشعر دافعاً ملحاً لتطوير ذاتي ،
و هكذا ادركت أن من واجبي كانسان غير عادي
تطوير قدراتي الكامنة .~ بروس لي
