بقلم: عدنان الحسيني
غابتْ ومنْ وراءِ الحُجبِ تَسْتَرقُ
أحاديثاً بِها عَنْ ما مضى نَتَطرقُ
✪✪✪
كاْنَّ لَها بين الحضورِ جُنٌّ ينادمُنا
ليخبرها كيفَ على رؤيتها نَتَشَوَقُ
✪✪✪
وإنّي مَهما حاولتُ أنْساها لا أَنسى
يومَ جاءَتْني ودمعُ مُقَلِها يَترَقْرَقُ
✪✪✪
شاكيةً مِنْ ذَوي القُربى ما انفكَّوا لَها
شَنَفا عليها دروبَ الوَصْلِ يُضيّقُ
✪✪✪
فأمسحُ دموعَها عنْ خدٍّ كرقَّةِ الوردِ
مَلْمَسَهُ وقلبي بنارِ الجوى يَتَحَرَّقُ
✪✪✪
وأَضُمْها الى صدري أُهدأُ مِنْ رَوْعِها
وأَذْرُعُها الملداءِ حولَ عُنِقي تُطوّقُ
✪✪✪
وإذا أَحسَّتْ الطمأنينةَ دبَّتْ بأوْصالِها
إبْتَسَمَتْ وكأن ثَغرُها كالهلالِ يأتلقُ
✪✪✪
لَتَقُلْ فَدَيْتُكَ عُمري يا غايةَ أملي
لنْ أبَدّلكَ حتّى الارضَ عليّ تَنْطبقُ
✪✪✪
وإذا عاجلكَ الموتُ وطارَ بكَ نَحو
السما تَجدَني كالبرقِ خلفكَ ألتَحقُ
✪✪✪
فقلتُ أبعدَ اللهُ الموتَ عنكِ حتّى
يَجْمَعُنا وأنْبتُكِ وَرداً عطرهُ عَبقُ
✪✪✪
فاَرتسمَ الحياءُ عليها لوحةً لايمكنْ
يَرْسُمها رسامٌ مهما بملامحِها يُدَقِقُ
✪✪✪
وتبقى صورتُهُ بخيالي تجولُ حتّى
أُفْنى ثُمَّ أُبْعَثُ لآخرةٍ ولا يَفْتَرِقُ