recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

هنا القاهرة " فى ذكرى الإذاعة المصرية "



 هنا القاهرة " فى ذكرى الإذاعة المصرية "    

بقلم كوثر زكي

الجزء الثاني

سبعة وثمانون عاما مضت على إنشاء الإذاعة المصرية التى شكلت وجدان المواطن المصرى والعربى ، فى شقة من ثلاث غرف بشارع  علوى بوسط البلدعام 1934 نشأت أول إذاعة مصرية رسمية ، وكان يجلس فيها مدير الإذاعة المصرية " مستر فيرجسون " البريطانى ويعاونه أثنان من مواطنيه وتحت رئاستهم كل من " محمد سعيد لطفى " مستشارا للبرامج العربية ، " مدحت عاصم " مستشارا للموسيقى ، و " أحمد سالم " كبير المذيعيين وقد تم قبل أفتتاح الإذاعة بالأعلان عن طلب مذيعيين فتقدم ألفين ونجح منهم اثنيين فقط بعد الأختبار فى اللغة العربية والإنجليزية والألقاء ونقاوة الصوت والثقافة العامة حيث كان يطلق على المذيع فى ذلك الوقت أسم " الهجاص " نسبة لما كان يقدم من مستوى هابط للأذاعات الأهلية وعدم المصدقية للمقدم  وكان من أوائل المذيعيين " محمد فتحى " الذى لقب بكروان الإذاعة و  " محمد  كمال سرور " ولكن هيمن البريطانيين على الإذاعة ومنعوا الضيوف من تداول القضية المصرية فى الإذاعة  وكانت البرامج تخضع لرقابة قلم الدعاية بالسفارة البريطانية  وكان كل مذيع يقرأ النشرة بالعربية والإنجليزية والفرنسية وقد أوفدتهم الإذاعة على نفقتها إلى مدارس لغات ليتعلموا فيها النطق السليم وكانوا بالإضافة إلى كونهم مذيعيين ووظيفتهم خلف الميكروفون إلا ان الأتفاق مع الضيوف الفنانين والأدباء وتحرير عقودالأتفاق كانت مسئوليتهم ، وإذا مرض أحدهم عمل الآخر ليل نهار فإذا أنتهى من إذاعة السهرة ، قضى ليلته فى الأستوديو ليفتح الإذاعة صباحا وكان صوت الإذاعة لايصل أبعد من " أسيوط "    


فى الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم 31 مايو 1934 بدأ صوت  " الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية "حين خرج صوت أول مذيع مصرى يقول "آلو ..آلو ..هنا الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية " كان صوت " " أحمد سالم " وعدلها بعد ذلك " محمد فتحى " إلى " هنا القاهرة " وكان البروجرام لليوم الأول فى الإذاعة ماتيسر من القرآن الكريم بصوت قيثارة السماء " الشيخ محمد رفعت " وبعدها كلمة رئيس الوزراء " عبد الفتاح باشا يحيى " ويختم البروجرام بكلمة " مستر فيرجسون " ..فى بادئ الأمر رفض الشيخ " محمد رفعت " تلاوة القرآن أمام الميكروفون حتى يستفتى فى الأمر أهل العلم وفشلت كل مساعى مستشار البرامج العربية " محمد سعيد لطفى " أن يقنع الشيخ " محمد رفعت " ولجأ الشيخ لأحد أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر وهو الشيخ " السمالوطى " وسأل السمالوطى شيخ الأزهر " محمد الأحمدى الظواهرى " ورد عليه : أنا أشتريت أمبارح راديو علشان أسمعك .وشارك الشيخ  محمد رفعت " بالتلاوة فى افتتاح الإذاعة أما مدير الإذاعة البريطانى فكان من هواة تقليد الطيور والحيوانات ، وصنع الموثرات الصوتية بيديه وقدميه واستعان بزوجته وإنجليزتين وقدموا جميعا فقرة إذاعية فيها تقليد الحيوانات والطيور بالإضافة إلى برنامج للأطفال ناطق بالإنجليزية  أما عقد " أم كلثوم " ينص على غنائها وصلتين وكل وصلة 30 دقيقة تتقاضى عنهما خمسة وعشرون جنيها بما فى ذلك أجور الموسيقيين وعقد " صالح عبد الحى " ينص على غنائه وصلتين كل وصلة 60 دقيقة يتقاضى عنهما عشرون جنيها و" محمد عبد الوهاب " نفس زمن أم كلثوم ويتقاضى عشرون جنيها وفتحية أحمد أجرها عشرون جنيها ونجاة على خمسة عشر جنيها ومحمد عبد الطلب عشرة جنيهات وكانت أول فرقة موسيقية إذاعية مكونة من مدحت عاصم وفريد الأطرش وفريد غصن وكانوا جميعا يعزفون على آلة العود هى الإذاعة المصرية التى قدمت على مدى سبعة وثمانون عاما تاريخ مصر والعالم على إذاعاتها المختلفة من الفن والشعر والأدب والسياسة وتنمية وتثقيف كل مايخص الحياة المجتمعية لتقدم للعالم نجيب وزويل ومشرفة ونبوية موسى والمشد وبدير والعديد والعديد الذين تربوا عبرالأثير 


هنا القاهرة " فى ذكرى الإذاعة المصرية "


google-playkhamsatmostaqltradent