recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

تحديات التحالف السعودي- الإماراتي

تحديات التحالف السعودي- الإماراتي

لدى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة العديد من المصالح المشتركة، خاصة في الأمن؛ فكلتاهما مُهددتان من قبل إيران ووكلائها، وتخشيان من نفوذ تركيا المتنامي في المنطقة، كما تربط صداقة قوية بين حكامهما، ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" وولي عهد "أبو ظبي" الشيخ "محمد بن زايد". كما أن كلا الدولتين ترسمان مسارات اقتصادية مختلفة لمستقبل ما بعد النفط، كما أنّ لخلافاتهما عواقب عالمية.

وتهدد الخلافات الأخيرة داخل مجموعة "أوبك +" حول حصص إنتاج النفط، بتضخم أسعار البنزين في كل مكان، كما تحاول السعودية والإمارات، أكبر ورابع أكبر المنتجين داخل "أوبك" على التوالي، فصلَ اقتصاداتهما عن الاعتماد على الهيدروكربونات؛ فكلا البلدين يساورهما القلق بشأن استمرار انخفاض الأسعار على المدى الطويل.

وجدير بالذكر أنّ الإماراتيين يتمتعون بالفعل باقتصاد غير نفطي نوعًا ما؛ حيث استثمروا لعدة عقود في السياحة والنقل وقطاعات أخرى، كما أنّهم يهتمون بتنويع الاقتصاد، ولا تزال الإمارات تنفق المليارات على البنية التحتية النفطية، حتى تتمكن من تعظيم الإنتاج وكذلك الإيرادات.

أما خطة السعوديين لتقليل اعتمادهم على الهيدروكربونات، فتعتمد على استثمارات "صندوق الثروة السيادية" الوطني، والذي يحتاج بدوره إلى استقرار أسعار النفط وعائداته؛ فالصندوق يعتمد بشكل رئيس على ضخ عوائد عملاق النفط والطاقة السعودي "أرامكو" المملوكة للدولة.

وكنتيجة لتحديات السياسة الخارجية المتمثلة في التهديد الإيراني المتزايد للشرق الأوسط وتقليص الولايات المتحدة الأمريكية لوجودها في المنطقة، تعلم الدولتان أنّهما لا تستطيعان ترك خلافاتهما تخرج عن السيطرة، ناهيك عن أنّ للتهديد الإيراني بُعدًا اقتصاديًا؛ حيث إنّ "طهران" تُعد منافسًا رئيسًا كمنتج للنفط والغاز الطبيعي.


google-playkhamsatmostaqltradent