"أمل أبو العلا تكتب "الصندوق الأسود
بقلم ـ أمل أبوالعلا
أسرار صندوق ذاتك الاسود
لكل منا صندوق اسود ف داخله
صندوق مستقر لا يعلم بيه سواك
مستقر ف القاع كما يحدث فى حالات
الكوارث للطائرات او السفن او غيرها
نجد الصندوق الاسود مكمن الاسرار
الذى نلجأ إليه فى الكارثة لمعرفه الأسباب
كذلك الصندوق الاسود مستقر فى اعماق كل منا
مفتاحه بيدك وحدك خزانه اسرارك وحياتك
هناك اسأله كثيره هل تستطيع البوح بما داخل صندوق
حياتك تظل هذه الآسرار حبيسه لا أحد يطلع عليها غيرك
يشعر الإنسان انه غريب فى عالم آخر من الزيف والخداع
حتي يرجع إلى صندوقه ويستقر منفردا بعيد عن هذا العالم
مستمتع بوحدته بعيدا عن الناس
الإحساس بالناس ، وياله من سر رهيب يستقر في وجدانك معبرا عن حقيقة مشاعرك تجاه أناس تظهر لهم الحب والثناء وبأعماق صندوقك يستقر الحقد والسخط والكراهية لهم ، والعكس صحيح أحيانا تظهر كراهية لأناس ولكن يستقر في أعماق ذاتك حبا وتقديرا واحتراما لهم
الحياة الضائعة ، وهوشعاره النقمة علي الواقع والسخط علي كل ما فيه ، وهنا يفر المرء من مرارة واقعة إلي رحابة خياله ، فيجد هناك أحلامه الضائعة ، وحبه الضائع ، ولكن تبقي الكارثة أن يظل الإنسان أسير هذا السر ؛ فيظلم أهل الواقع معه الذين يرهقهم دائما بأوهام الخيال
التميز ، وبداخل الصندوق الأسود تجد ذلك المبدع الذي يغني في حجرته بصوت مبهر ولكنه يخاف البوح ، وذلك الفنان الرائع يرسم بلوحاته عالما من الجمال ولكنه يظل حبيس أدراج مكتبه ، وهذا العالم العبقري الفذ الذي يطوي إبداعه ويدفنه في أعماق ذاته إذ لا أمل في أن يري ذلك الإبداع النور كل ذلك ف اعماق الصندوق الاسود
- الاستمتاع بالغباء ، وياله من سر رائع إذ من خلاله تستمتع بما لا يمكن لك أن تبوح به ، إذ تري اللص يدعي النزاهة والشفافية وما عليك إلا أن تصفق له ، وتري الفقيه يملأ الدنيا وعظا وإرشادا وهو في الحقيقة أخ لإبليس في الشر والمكر ، وتري المتحدث باسم القيم أحرص الناس علي أن يدوسها بنعلي قدميه ، وتري أولئك الذين يتحدثون عن الوفاء والقيم والحب الصادق أئمة في الخيانة
صندوق عجيب ، صندوق رهيب ، ومن رحمة الله بنا أن منحنا القدرة علي أن نحافظ عليه مغلقا بكل ما فيه من خير وشر
كل منا يبحث ويفتش ف داخله عن الصندوق الاسود
حاول وجرب ستري ف اعماق ذاتك من انت فعلا
فتش عن ذاتك وصحح مفاهيمك للحياه وواجه من
خلال صندوقك الاسود حافظ اسرارك
