recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

سلسلة "في محراب صديقي" بقلم: هبة المنزلاوي


بقلم: هبة المنزلاوي


انظري - يا شمس أيامي-   إليَّ واجعلي من خيوطك الذهبية مسكناً لأحلامي خذي عيوني لبريق أشعتك ،وضعي بصري في أحضانك حتى لا يضيع منا، فأنا أريدك منارة طريقي وأخشى أن أنهار أمام جمالك ،وأخرُّ قتيلاً بين يديك الناعمتين التي تحتضن السماء والأرض،  تمعنت فى ملامحك  الوضّاءة ودقت أقدامي فوق خيوطك الرفيعة ، سرت بخطوات متوازنة وكرست انتباهي في خطوة لا تميل ،تهب الرياح لتعصف بظهورنا ، تريد اسقاطنا،  فنأبى إلا  أن نكمل حياتنا زحفا على خيوط الطريق  ،نعيد في أذهاننا علامات ورموز فننتظر حلولها على نظراتنا المشتاقة ، ننتظر أن ينادي علينا طير  بين تيارات الهواء ليأخذنا إلى منازل الأحباب لنلقي نظرتنا على وجوههم ويضم القلب دمعتنا ،ويطفىء لهيب اشتياقنا ،تتجمع أحلامنا سويا في حلقة وردية نأخذ من أعين المحب نظرة ملهمة تشفي داء القلب، وتمنع العقل من الغرق في صندوق الفكر ، نذهب مع المحب إلى صحراء السماء ونتبادل مشاعر الاشتياق ونتذكر معا لحظات كتبت بين العثرات ولكن كان ظلها  حصنا منيعا لا يهدم ؛ فالحب نارٌ لو شهد العالم اشتعالها لهدمت كل الحواجز بين المحبين ،نتذكر يوم لقائنا الأول ،كنا كالأطفال تغمرنا الفرحة وأصبحت الحياة جنة لم نرَ  الأهوال المنتظرة التي تقف أمام شرفتنا تنتظر خروجنا من الدار  كي تدور بنا في محطات الحياة فتعلمنا أن الحياة لا تنتهي عند نظرتنا الأولى وأن الفائز لا يصل إلى آخر محطة وإنما يمضي  في طريقه باحثاً عن المعنى ويأخد كل المحبين في ثوبه ،تستمر خطواته في دائرة الزمان دون أن يخطفه اليأس أو تبعثر خطوته إنحناءة مفاجأة 

يرى الطرق  كشجرة تمتد فروعها و تحيط بها الظلمة فتبذل الأعين طاقتها في رؤيتها فرأت فرعين منهما  : فرعا لطريق  الدموع و فرعا لطريق الابتسامة التي  تحمل معها أمل الحياة  

عندما وقف أمامهما وجدناه يفتح حقيبته ويأتي منها بأقلام ملونة 

ذهب ، و أفرغ الحبر الأحمر على الطريقين 

وكأنها خطوط وهمية وانتهت

وبدأ يرسم بأقلام رصاص طرقا جديدة وكأن هناك خريطة معلقة في ذهنه تحرك قلمه ثم حمل الألوان بين يديه وهنا كانت المفاجأة!!!

google-playkhamsatmostaqltradent