recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

فضل العلم " الجزء الثالث "






فضل العلم " الجزء الثالث " 





كتب- محمـــد الدكـــرورى























ونكمل الجزء الثالث مع فضل العلم، وإن العلم يدعو إلى إنكار المنكر بشروط وضوابط،
والجهل يدعو إلى إنكار المنكر حتى ولو أدى هذا الإنكار إلى مفاسد عظيمة وعواقب وخيمة تهدد كيان الأمة، والعلم يدعو إلى احترام العلماء وتوقيرهم وعدم استثارة الناس على حكامهم، والجهل يدعو إلى الطعن في العلماء ونعتهم بالعمالة والخوف والجبن، واستثارة الناس وإشاعة الفوضى في المجتمع، فهذا هو العلم ، وهذا هو الجهل، فماذا تختار أيها العاقل اللبيب؟ وكفى بالعلم شرفا يدعيه من لا يحسنه، ويفرح إذا نسب اليه وكفى بالجهل ذما ان يتبرأ منه من هو فيه، فالعلم كالسراج من مر به إقتبس منه، وليس بعد الفرائض أفضل من طلب العلم، وإن حُسن طلب الحاجة نصف العلم. 



































فتعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عباده، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، فإن العلم مروءة من لا مروءة له، ومن أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الأخرة فعليه بالعلم، وإن سعادتنا تعتمد على ما في عقولنا من علم وعلى ما أنجزناه من أعمال لاعلى ما في جيوبنا من مال، وإن العلم يجعلنا نعبر عما في أنفسنا بطريقة سامية ويهذب نفوسنا وينير أعماقنا فنشفى من أمراضنا وهو طريق الهامنا، وما ناقشني عالم إلا غلبته، وما ناقشني جاهل إلا غلبني، وكلما ازدت علما أشعر أنني ازدت جهلا، فالعالم كلما تعمق يشعر بالحقيقة العميقة للوجود وأن كل علومه ليست أكثر من نقطة في بحره. 
























وإن العلم هو المعرفة المنظمة والحكمة هي الحياة المنظمة، وإن العلم هو الطريق للحياة السعيدة الفاضلة، وتقول الحكمة لا تمنحني السمك وإنما علمني كيف أصطاد، وإن النجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل، دون أن نفقد الأمل، وإن العلم في الصغر كالنقش على الحجر، ويظن الناس أن الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح، ولكن العكس هو صحيح، إن المجد والنجاح والإنتاج تظل أحلاما لذيذة في نفوس أصحابها، ولا تتحول إلى حقائق حية إلا إذا نفخ فيها العاملون من روحهم وإن طلب العلم شاق ولكن له لذة ومتعة، والعلم لا ينال إلا على جسر من التعب والمشقة، ومن لم يتحمل ذل العلم ساعة يتجرع كأس الجهل أبدا، وإن أساس العلم هو الثقة بالله، ثم بالنفس. 



















وتعتبر الأخلاق أساسا لجميع التعاملات البشرية، فهي ما يميز الإنسان ويسمو به عن بقية المخلوقات الأخرى، ومن هنا فالأخلاق نور مصباح العلم الذي لا يتقد وينتشر نوره إلا بها، وإن قال قائل بأن العلم قائم بلا أخلاق ودعم قوله هذا بالشواهد والأمثلة، نقول إنه علم مؤقت وزائل لا محال، لأنه يفتقر للأساس المتين الذي وجد ليحميه من الانهيار، ارتبط العلم بالأخلاق ارتباطا وثيقا، فالعلم النافع لا يقوم إلا بأخلاق حميدة، ولا ينتشر إلا بصفاتها النبيلة، فالتلميذ مثلا يتعلم من معلمه الخلق قبل العلم، ليكتمل في تكوينه الأدب، ويترسخ في عقله العلم حين يراه قولا وفعلا، والأخلاق هي فطرة الإنسان السليم التي لا تتغير بانقضاء وقت أو بتغير مكان، والعلم المقرون بالخلق الحسن. 






























هو أساس نمو المجتمع وازدهاره، وتطور الفرد وتميزه، فإذا اقترن العلم بالخلق كان صاحب المهنة ناجحا في عمله، صادقا في تعامله، متميزا في مجاله، مؤديا واجبه على أفضل وجه، وقد حث ديننا العظيم على حسن الخلق، فصاحب الخلق الطيب يبلغ بخلقه أرفع المنازل، وبغض الإسلام سيء الخلق وجعله في مرتبة ذميمة فسوء الخلق يفسد العمل الكبير كما يفسد الخل العسل، فإن غابت الأخلاق وتخلى عنها الناس انتشرت الرذائل، وانحدر العلم، وتردّت المعرفة وإن كانت عظيمة، فساد الجهل، فالعلم بلا خلق كسكين حاد يؤذي صاحبه ومن حوله إن لم يستخدم بتعقل وحكمة، فيكون فيه هلاك وانحطاط، ودمار لعقول البشر.

























google-playkhamsatmostaqltradent