سلسلة " في مِحراب صديقي"
بقلم:هبة المنزلاوي
لا تحزن إن وقعت عليك المصائب كوابل من التراب، بل انظر إليها بملامح الانتصار ، مبتسماً للحياة لعل ابتسامتك تقوّضها في الإعصار، وتكتب قصةً جديدة تغسل فيها الأحزان ،تهتف حروفك بمراد قلبك ،فتنظر إليك السماء نظرة إعجاب فتبعث إليك ضياء القمر ؛ ليهدي حروفك مصابيح القدر فتصبح قصتك لوحةً معلقة على كل باب، يتعجب المارة من بريقها ويدركون أن وراءها أنينا وأهاتٍ دقت القلوب من أجلها وكأنها تتجمهر رفقاً بها ،فما أمهر هذا الرسام! ! الذي جعل من لقطاته رسالة تسافر في الطائرات والقطارات، لتلقي ألوانها تحية على كل باب ،أنا اللوحة المرسومة من الشجاعة ولهيب الآلام، أنا قصة ترن أجراس البائسين، وتذكرهم بموعد الرحيل؛
فالطائرات تنتظر رفقاء السنين ،يتجمعون كتلة واحدة في عاصفة الحزن كما كانوا في اليوم السعيد ،قف شامخاً عند لوحتي ولا تنحني فأنت تشهد على تفاصيل معركة حاول فيها البطل النجاة ،وثبّت قدميه على أطراف خيط رفيع كان على وشك الانهيار ،ولكن القدر قد حكم بألّا يهزم البطل كي يبقى صورة معلقة في الأذهان فيا من تحب موت الأحياء انهض من قبر البؤساء، وانظر حولك لترى أنك فقدت قصتك وقد بدأ الختام وإن لم تتحرك الآن في ميدان القتال وتمسك بسيفك البتار لتنجو بنفسك وتلحق بالرفاق ستموت أسيراً للأهوال والأهواء وأنت رمز للجبناء .