recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

حكاياتى

الصفحة الرئيسية

 حكاياتى

بقلم : كوثر زكى

التكايا المصرية فى الأراضى الحجازية

     

إذا أسعدك  الحظ وكنت فى الأراضى الحجازية  وقت لأداء فريضة الحج فى مكة المكرمة  فعرف أن مصر كان لها فى هذه الأراضى المباركة تكية ينعم روادها بها بالطعام والشراب والمأوى من كل بقاع العالم تسمع فيها الأدعية المتصاعدة من قلوب الفقراء  التى يسودها  جوا من الروحانيات داخل هذه التكية


قصة التكية

                                                      

على الرغم ان مصر كانت تضم العديد من التكايا داخلها التى أنشئت خصيصا للمصريين الفقراء والمتصوفيين والعاطلين  والواردين من جميع الجنسيات إلا أن الكثير من المصريين لايعرفون انه كان  لمصر أكثر من تكية فى الأراضى الحجازية أحداهما فى مكة والأخرى فى المدينة أما الأولى أنشئها محمد على منذ دخوله شبه الجزيرة العربية وجاء بنائها بناءا على أوامر الدولة العثمانية فقام والى مصر بإنشاء تكية مصرية فى مكة المكرمة  عام 1811 ميلاديا وعندما خرجت مصر من شبة الجزيرة العربية عام 1840 وإنتهاء السيطرة السياسية لمصر على أرض الحجاز إلا أن أواثر الحب والتعاون ظلت متصلة وظل الحجاز يعتمد على ما ترسله مصر سنويا من أموال وخيرات ومخصصات للحرمين الشريفين وللأشراف على القبائل العربية فيما عرف بإسم مخصصات الحرمين والصرة الشريفة  يقول الأستاذ أبراهيم رفعت باشا الذى كان يتولى حراسة المحمل المصرى وكسوة الكعبة المصرية فى كتابه ( مرآة الحرمين ) إن التكية المصرية من الآثار الجليلة ذات الخيرات العميمة وأنها نعمت صدقة جارية لمسديها ثواب جزيل آخر عظيم وقد أنشأها ساكن الجنان محمد على باشا رأس الأسرة الخديوية فى سنة 1238 هجريا هكذا يتحدث رفعت باشا فى كتابه . وقد خصص محمد على التكية لخدمة فقراء الحرم المكى من جميع الجنسيات والشعوب المختلفة الذين أضطرتهم الحاجة ولا يجدون مأوى يأوون إليه ولا يجدون طعاما يطعمون به أولادهم ويضيف رفعت باشا ( يرد إليها الفقراءفى الصباح والمساء فيتناول الفقير فى كل مرة رغفين وشيئا من الشربة وربما كان يعطى أكثر من ذلك من ذو فقرا شديدا وكثير من نساء مكة وحواريها الفقراء يعشن بما يأخذن ويكتفين بذلك عن مسألة الناس ويصرف يوميا من الخبز والأرز واللحوم والسمن وتزيد الكميات يوم الخميس وكذلك طوال شهر رمضان المبارك وأيام الحج وكان عدد الأشخاص المترددين يوميا على تكية مكة فى الأيام العادية أكثر من 400 شخص ويزيد العدد فى شهر رمضان ومايليه من شهور ليصل إلى أكثر من 4 آلاف شخص فى اليوم الواحد خلال  موسم الحج أما القائمون على خدمة التكية  فلتكية ناظر ومعاون وكتبه يقومون جميعا بخدمة الفقراء. وبالتكية توجد طاحونة لطحن القمح وبها مطبخ كبير به ثمانية أماكن يوضع عليها أوان ثمان من الحجم الكبير ( فزانات ) بالأضافة إلى المخبز الذى يسوى به العيش ومخزن وحجر للمستخدمين وفى موسم الحج يقيم بها بعض عمال المحمل كالطبيب والصيدلى والقسم العسكرى وكانت خدمة تكية مكة والإنفاق عليها ساحة للتسابق بين حكام الأسرة العلوية حيث كان الخديوى عباس حلمى الثانى من أكثر حكام الأسرة العلوية أهتماما بالأثار فقد قام بالعديد من الأصلاحات والتعديلات على وظائف التكية بمكة المكرمة والمساجد والمبانى الأسلامية فى مصر  

       

تكية المدينة المنورة 

              

أنشئت تكية المدينة المنورة على شاكلة تكية مكة وقام بإنشائها أبراهيم باشا أبن محمد على بمنطقة المناخ وتقع هذه المنطقة على يسار باب الغبرية حيث يبلغ طولها 89 مترا أما عرضها فكان 50 مترا .قام أبراهيم باشا بتزويدها بالمخازن والأفران والمطابخ حيث كان يأتى الخير الكثير من القمح والأرز واللحم وغير ذلك كل ذلك كان يأتى من ديوان الأوقاف بمصر حيث تفتح أبوابها لكل الفقراء بدون أستثناء وكذلك كانت تأتى رواتب النظار والموظفين والعاملين بها الذين يعينون من قبل الحكومة المصرية أما فى عهد والى مصر سعيد باشا حظيت تكية المدينة المنورة بعناية فائقة حيث صدر أمره فى شهر رمضان سنة 1277هجريا ، 1860 ميلاديا بزيادة كمياتها من  اللحم والأرز والغلال وغير ذلك بالأضافة إلى زيادة  مرتبات موظفيها واصدر سعيد باشا أمرا على ان تجمع هذه النقود من إيراد بعض املاكه  الخاصة فى مديرية البحيرة أما الغلال فترسل من الأراضى التى يملكها فى فارسكور أما الأرز فكان يرسل من زراعة ديروط على أن تكون مصاريف النقل مأخوذة من إيراد أرضه فى البحيرة وقد بلغت مساحة الأراضى الموقوفة على هذه الأعمال الخيرية أربعة آلاف وسبعمائة وواحد وخمسين فدانا


حكاياتى


google-playkhamsatmostaqltradent