يا صاحب العينين لا تدقق النظر في حياة البشر ، ولا تعانقهم بغيمتك السوداء أطفئ جمر عينيك عنهم وكف شعاعها ، فرماد
عينيك حريقاً يصيب بضرر ، كن كإبتسامة
نهر يجرى محبة للبشر ولملم فتات البغض والإعتراض علي عطاء مولاك ، واعلم أن الحياة مليئة بالتناقضات ، فقد تكون
الابتسامة المحسود عليها كاذبة ، تخفى دموعاً ، لو كشف صاحبها عنها أطفأت
حريق عينيك ، فالحياة صعبة ، والطريق وعر ، والبشر يتحسسون الطريق هذا المبتسم ربما قلبه ملئ بالغرف الحزينة وجدران روحه باكية ، وبداخله شوارع
مظلمة ، لا لافتات فيها ، وروحه مليئة بالندوب من أثر عواصف الحياة والسير
ضد التيار ، كسر قيود البغض والحسد ، وأنظر للحياة وللبشر نظرة نقية ، تشبه
غيمة محملة بالمطر ، فما أجمل النفس الصافية بلا شوائب كره الخير للبشر ، ما أجمل النقاء الداخلي ، والفرح من أجل الأخرين ، يا صاحب العينين البشر كلاً
يعاني من ابتلاءاً ما ، فلا تكن مع القدر محارب للبشر بجمر عينيك .