هل جسدت شركة آبل انتهاء حقبة من الرأسمالية العالمية؟
شركة "آبل" هي الشركة الأكثر قيمة في العالم؛ حيث تبلغ قيمتها السوقية 2.5 تريليون دولار أمريكي، وقد تم جمع أكثر من 80٪ من هذه القيمة خلال فترة الرئيس التنفيذي "تيم كوك" الذى يحتفل هذا الأسبوع بالذكرى العاشرة لتوليه القيادة، وما يميز تلك الفترة هو عدم محاولة "كوك" تقليد "ستيف جوبز" الشريك المؤسس لشركة "آبل"، بل تبنى ابتكاره وجعله أفضل وأكبر، إلى جانب الحفاظ على سجل الشركة للابتكار وعلامتها التجارية، وقد حقق "كوك" أقصى استفادة من عصر الرأسمالية المنفتحة والعولمة التي بدأت تتلاشى.
استغلت الشركة أربعة اتجاهات، أحدهم سلاسل التوريد العالمية؛ حيث بنت شبكة إنتاج هائل في الصين، واستخدمت مكونات قادمة من جميع أنحاء العالم، والشهر المقبل سيتم إطلاق فئة (iPhone 13) الجديدة، مع توقع مبيعات تصل إلى 90 مليون وحدة، بالإضافة إلى توظيف العمال الصينيين، حققت شركة "آبل" أرباحًا من المستهلكين الصينيين، وهو الاتجاه الثاني الكبير الذي استغلته الشركة، فقد تضاعفت مبيعاتها السنوية من الصين خمس مرات تقريبًا منذ عقد مضى، لتصل إلى 60 مليار دولار أمريكي، أي أكثر من أي شركة غربية أخرى.
ولكن في الوقت الحالي، فالتوترات الجيوسياسية تهدد سلاسل التوريد العالمية، وقد أدت سياسات الرئيس الصيني "شي جين بينغ" إلى إضعاف جاذبية الاعتماد على المستهلكين الصينيين، كما يشير شعاره الجديد "الرخاء المشترك" إلى الرغبة في خفض أرباح الشركات.
المصدر: الإيكونومست