من أجل مصر ورفعتها.. بقلم: د. صلاح مصدق
إن سؤالا يطرح نفسه على كل ذي عقل محب لوطنه ألا وهو: لماذا يتصارع أصحاب القدرات المحدودة على اعتلاء المناصب في مؤسسات الدولة؟
والحقيقة إن الإجابة على هذا السؤال لا تحتاج إلى الكثير من العناء وضياع الوقت، فأغلب هؤلاء لا يدفعون الغالي والنفيس لاعتلاء المناصب من أجل الوطن وإنما من أجل بناء مجد شخصي ونفع مادي من وراء هذه المناصب. إنهم يتصارعون من أجل أغراضهم الشخصية لا من أجل وطننا الحبيب ولو أنهم وضعوا مصلحة الوطن على عاتقهم لقدموا غيرهم على أنفسهم وما تصارعوا على منصب. إن حب الذات وتغليب المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن؛ من أهم أسباب تفشي الفساد في أغلب مؤسسات الدولة.
كما أن غياب الضمير والوعي ساقنا إلى التخلف عن ركب الحضارة ورغم ما تبذله الدولة وقادتها المخلصون من جهود لرفعة هذا الوطن إلا أن أمثال هؤلاء يهدرون أهم ثروات أمتنا ألا وهي الثروة البشرية؛ فقد قتلوا كل مبدع في مؤسسات الدولة وحاربوا كل مجتهد وعبقري وأبقوا على كل هزيل ضعيف الشخصية والفكر ليكون ألعوبة في يدهم يحركونه كيفما شاءوا وانا شاءوا.
إن ما يصنعه هؤلاء إنما هو جريمة تتساوى مع جريمة الخيانة العظمى فهم كالسوس الذي ينخر في صلب الأمة يدمرها ويعبث بمقدراتها ويهلك ثرواتها البشرية والمادية.
ونحن إذ نخط هذه الكلمات إنما يملؤنا الوجع ويدفعنا حب الوطن ونهيب بكل مخلص محب لوطنه أن يرفع صوته بالحق يشتكي الباطل لأولي الأمر، كما نهيب بالمخلصين من قادة هذا الوطن أن يبحثوا سبل الاستفادة من المبدعين والعباقرة من أبناء الوطن الذين حاول هؤلاء تهميشهم وحرمانهم من المشاركة في النهوض بأمتنا.، وأن يُستفاد بقدراتهم ومهاراتهم للنهوض بمصرنا الحبيبة فهم ثروة لا يستهان بها.
حفظ الله مصرنا الحبيبة من كل سوء ورفع رايتها عالية خفاقة ووفق قادتنا المخلصين لكل خير.