كيف ارتفعت نسبة الرضا الوظيفي في الهند؟
يعني الرضا الوظيفي مدى قبول الأفراد ورضاهم عن الأنشطة التي يؤدونها في مكان عملهم؛ حيث تنخفض إنتاجيتهم ويكون أداؤهم ضعيفًا أو حتى قد يغادرون العمل إذا كانوا غير راضين، وبالتالي يقع على عاتق المديرين وأصحاب العمل مسؤولية كبيرة تتمثل في إبقاء الموظفين سعداء، إلى جانب تحفيزهم وتشجيعهم باستمرار.
وعليه، تُولي الشركات ومختلف مؤسسات العمل في الهند اهتمامًا كبيرًا بمستويات رضا موظفيها، وذلك لإدراكها أن العمال المتعاونين والمترابطين يؤدون أداءً جيدًا، كما أن الشركات التي لديها عمال سعداء تحقق إيرادات أكثر.
ووفقًا لإحصاءات الرضا الوظيفي الأخيرة لعام 2020، فإن الهند لديها أعلى نسبة من العمال الراضين عن وظائفهم؛ حيث بلغت نسبتهم 89 %، إلى جانب المكسيك التي شهدت نسبة رضا وظيفي بلغت 85 %، وذلك يرجع إلى عدة أسباب.
العوامل الأكثر إسهامًا في زيادة الرضا الوظيفي الهندي
نظام المكافآت والحوافز: نظرًا لأهمية التقدير كعامل حيوي لتحقيق الرضا الوظيفي، وزيادة ثقة الموظف بعمله، لاحظت دراسة أجرتها "منظمة العمل الدولية" أن 76% من الشركات التي تمنح حوافز نقدية تشهد زيادة في الإنتاج من 10% إلى 140%، وعليه، قامت عدد من الشركات الهندية، ببناء آلية لتقدير الموظف بشكل فوري، يُمنح من خلالها الموظف عدد من النقاط من قِبل المديرين، والموارد البشرية، وزملائهم في العمل.
المساواة وتكافؤ الفرص: تتبع الهند سياسة تكافؤ الفرص واحترام التنوع كقيمة أساسية في العمل؛ حيث تُلزم القوانين الهندية أصحاب العمل باحترام تكافؤ الفرص بين الرجال والنساء.
الشعور بالانتماء: عندما يشعر الموظف بأنه جزء أساسي من المنظمة، فإنه يشعر بمستوى أعلى من الرضا الوظيفي، وعليه، وضعت بعض الشركات الهندية عددًا من المبادئ لخلق جو من الانتماء في العمل، وبناء بيئة دافئة وشاملة لكل الموظفين.
ظروف العمل: سيكون الموظفون أكثر سعادة إذا تم توفير جو عام مناسب بالإضافة إلى عدد من التسهيلات الكافية لهم في أماكن العمل؛ حيث تجعل تمارين محددة، مثل: الموسيقى، وممارسة الفنون، والرقص، وغيرها، الموظفين أكثر سعادة، الأمر الذي يدفعهم إلى الاهتمام ببيئة العمل.
التدرج الوظيفي وزيادة فرص القيادة: يشعر الموظفون بالرضا إذا اعتقدوا أن هناك فرصة للتدرج الوظيفي، كما أن هذا الأمر يسهم في تقليل معدلات ترك العمل، وعليه، وضعت شركة "جودريج" (Godrej) الهندية برنامج "100 قائد"، والذي يهدف إلى بناء القدرات القيادية والوظيفية، ويحدد أكثر من 100 عضو يمكنهم قيادة وظائف تنظيمية مختلفة، ويوفر البرنامج دورات تدريبية ومنصة لتأهيل الأعضاء للقيادة.
حماية النساء: ينص قانون "استحقاقات الأمومة" لعام 1961 في الهند على أنه لا يُسمح بتكليف النساء في الهند بأي عمل يتطلب ساعات طويلة، أو قد يتسبب في الإجهاض أو يؤثر سلبًا على صحتها، كما يحق لها الحصول على استراحة لمدة ستة أسابيع من العمل بعد يوم الولادة أو الإجهاض.
الاستماع إلى شكاوى الموظفين: من المفترض التعاون بين الموظفين في مكان العمل، ولكن يمكن أن تحدث بعض المشكلات، وعليه فإن الاستماع إلى ضائقة الموظف والاهتمام بها، يُعيد له الثقة بنفسه وبعمله.
المصدر: مقتطفات تنموية - السنة الثانية - العدد (29)