recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

الرسول الكريم فى ذكري مولدة " جزء 1"




الرسول الكريم فى ذكري مولدة " جزء 1" 


كتب-محمـــد الدكـــرورى

ونحن فى ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، يجب على جميع المسلمين أن يعودوا إلى دينهم، وينفضوا عن رؤوسهم غبار تقليد الكفار، واتباع الفجار، فذلك هو طريق الفلاح والفوز برضى الله عز وجل، ولقد جمع الله سبحانه وتعالى في نبيّه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم صفات الجمال والكمال البشري، وتألقت روحـه الطاهرة بعظيم الشمائل والخصال وكريم الصفات والأفعال، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد، وتملكت هيبته العدو والصديق وقد صوّر لنا هذه المشاعر الصحابي الجليل حسان بن ثابت رضي الله عنه أبلغ تصوير حينما قال "وأجمل منك لم ترَ قط عيني وأكمل منك لم تلد النساء، خُلقت مبرّأ من كل عيب كأنك قد خُلقت كما تشاء" 

فمن سمات الكمال التي تحلى بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم خُلق الرحمة والرأفة بالغير، وكيف لا ؟ وهو المبعوث رحمة للعالمين، فقد وهبه الله قلبا رحيما يرقّ للضعيف، ويحنّ على المسكين ويعطف على الخلق أجمعين، حتى صارت الرحمة له سجيّة، فشملت الصغير والكبير والقريب والبعيد والمؤمن والكافر، فنال بذلك رحمة الله تعالى، فالراحمون يرحمهم الرحمن، فهذا النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذى بشر به بحيرى راهب الذى كان من أهل الكتاب، وكان لديه خبر التوراة والإنجيل، وعلم من التأويل والتنزيل، فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في الثانية عشرة من عمره يفقده.

ويتخلله وتأمله، فقال لأبي طالب وأكابر قريش " هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، يبعثه الله رحمة للعالمين " فقالوا له، وما علمك بذلك؟ قال، إني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه، ‏وإنا نجده في كتبنا، وهكذا عرف علماء اليهود والنصارى، أن محمد بن عبد الله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه خاتم النبيين، وآخر المرسلين، فميلاده صلى الله عليه وسلم، هو ميلاد أمة، وميلاد فجر جديد سطع على البشرية ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وإنهم مساكين أولئك الكفار، الذين لم يعرفوا حقيقة النبي المختار. 

ذو الرفعة والإكبار، المؤيد بربه الواحد القهار، ولم يدركوا أنهم نبي هذه الأمة جمعاء، عرب وعجم، بل لجو في عتو ونفور، وزهو وغرور، وقد غفلوا عن سيرته، وتعاموا عن سجيته، وتغافلوا عن رحمته، وأيم الله لقد بلغت شفقة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ورحمته كل شيء، حتى نالت الكفار، وهم يقعون فيه ويسبونه، ويسيئون إليه ويشتمونه، ويستهزءون به ويرسمونه، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من قَتل مُعاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإِن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما" رواه البخاري، وهذا هو الرسول الكريم محمد الرحمة المهداه والنعمة المزداه والسراط المنير. 

فرحمة الرسول صلى الله عليه وسلم، هنا واسعة، فهو يعلن بوضوح أن ما تركه المسلم من ميراث وثروة فهو لورثته، أما إن كان مدينا أو له عيال، فالرسول صلى الله عليه وسلم  يتحمل دينه، ويتحمل تربية عياله، وفي هذا رحمة غير مسبوقة، ولا يماثلها أو يقترب منها رحمة في العالم،  فهو لا يصيب من خير المؤمنين، ولكن يتحمل مشاكلهم وهمومهم وتبعاتهم، وأي الناس يتحمل مثل هذا؟ فرسول الله صلى الله علية وسلم، له علينا حقوق وواجبات كثيرة، ومنها أن نحبه أكثر من أنفسنا وأهلينا والناس أجمعين فقال صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"


الرسول الكريم فى ذكري مولدة " جزء 1"

google-playkhamsatmostaqltradent