recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

عمرو ابن جرموز " جزء 1"




عمرو ابن جرموز " جزء 1"


كتب- محمـــد الدكـــرورى

إن الصحابة الكرام هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان منهم رضي الله عنهم جميعا الصحابى الجليل الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي أبو عبد الله الأسدي وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وهو أحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عنهم راض وهو حوارى رسول الله صلى الله عليه و سلم، وابن عمته صفية بنت عبد المطلب وهو زوج السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه، وقد روى عتيق بن يعقوب أن الصحابى الجليل الزبير بن العوام هو الذي كتب لبني معاوية بن جرول الكتاب الذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكتبه لهم، رواه ابن عساكر. 

وقد أسلم الزبير بن العوام قديما رضي الله عنه وكان عمره ست عشرة سنة، وقد هاجر الهجرتين وشهد المشاهد كلها وهو أول من سل سيفا في سبيل الله وقد شهد اليرموك و كان أفضل من شهدها وقد اخترق يومئذ صفوف الروم ومن أولهم إلى آخرهم مرتين ويخرج من الجانب الآخر سالما لكن جرح في قفاه بضربتين رضي الله عنه، وقد جمع له رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الخندق أبويه وكان له فضائل ومناقب كثيرة وكانت وفاته يوم الجمل و ذلك أنه كر راجعا عن القتال فلحقه عمرو بن جرموز وفضالة بن حابس ورجل ثالث يقال له النعر التميميون بمكان يقال له وادي السباع فبدر إليه عمرو بن جرموز وهو نائم فقتله. 

وذلك في يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين من الهجرة وكان له من العمر يومئذ سبع وستون سنة وقد خلف رضي الله عنه بعده تركة عظيمة فأوصى من ذلك بالثلث بعد إخراج ألفي ألف ومائتي ألف دينار فلما قضى دينه وأخرج ثلث ماله قسم الباقي على ورثته فنال كل امرأة من نسائه، وكن أربعة، ألف ألف ومائتا ألف فمجموع ما ذكرناه مما تركه رضي الله عنه تسعة وخمسة ألف ألف وثمانى مائة ألف وهذا كله من وجوه حل نالها في حياته مما كان يصيبه من الفئ والمغانم ووجوه متاجر الحلال وذلك كله بعد إخراج الزكاة في أوقاتها والصلات البارعة الكثيرة لآربابها في أوقات حاجاتها رضي الله عنه. 

وقيل أنه كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج وأنه كان يتصدق بذلك كله، وعن سعيد بن محمد الجرمي عن أبي الأحوص عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش ولا أحسبه إلا قال كنت قاعدا عند الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، فأتاه آت فقال هذا ابن جرموز قاتل الزبير بن العوام يستأذن على الباب قال " ليدخلن قاتل ابن صفية النار" إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن لكل نبي حواري وإن حواري الزبير" وعن سالم بن عبد الله بن عروة عن أبيه أن عمرا أو عويمر بن جرموز قاتل الزبير أتى مصعبا حتى وضع يده في يده فقذفه في السجن وكتب إلى عبد الله بن الزبير يذكر له أمره. 

فكتب إليه عبد الله بئس ما صنعت أظننت أني أقتل أعرابيا من بني تميم بالزبير خل سبيله فخلاه، وقد قتله عمرو بن جرموز التميمي بوادي السباع وهو نائم ويقال بل قام من آثار النوم وهو دهش فركب وبارزه ابن جرموز فلما صمم عليه الزبير أنجده صاحباه فضالة والنعر فقتلوه وأخذ عمرو بن جرموز رأسه وسيفه فلما دخل بهما على الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، قال الإمام علي رضي الله عنه لما رأى سيف الزبير، إن هذا السيف طالما فرج الكرب، عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال علي فيما قال " بشر قاتل بن صفية بالنار " فيقال إن عمرو بن جرموز لما سمع ذلك قتل نفسه والصحيح أنه عاش فتره من الزمن.




google-playkhamsatmostaqltradent