recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

مكارم الأخلاق فى الحياة " جزء 3"



مكارم الأخلاق فى الحياة " جزء 3"
كتب-محمـــد الدكـــروى

ونكمل الجزء الثالث مع مكارم الأخلاق فى الحياة، فرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يبين لنا الأخلاق والصفات التي يرضاها ربنا والتي أمرنا بها سبحانه وتعالى، ويبين لنا أيضا بتفسيره وسنته ما قد يخفى علينا من الأخلاق والأعمال التي ذمها وعابها سبحانه وتعالى، ومن ذلك ما بينه سبحانه وتعالى في سورة الفاتحة فإنه أنزلها ليستقيم عليها المؤمنون ويعملوا بمقتضاها وهي أم القرآن فعلمهم كيف يحمدونه ويثنون عليه ويطلبون منه الهداية سبحانه وتعالى، وهذه من الأخلاق العظيمة أن تكثر الثناء على ربك وتحمده، وأن تعترف بأنك عبده وأنه معبودك الحق وأنه المستعان هذا من الأخلاق العظيمة وأن تطلب منه الهداية والتوفيق. 

فقال تعالى "الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين " وهى تعليما لعباده سبحانه أن يثنوا عليه بهذه الأسماء العظيمة ويقول بعد هذا " إياك نعبد وإياك نستعين إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" وقال الله عز وجل لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين" يعني الفاتحة سماها صلاة لأنها ركن الصلاة " فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله أثنى علي عبدي وإذا قال مالك يوم الدين قال الله مجدني عبدي" لأن التمجيد كثرة الثناء "وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال الله سبحانه هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل"

فإياك نعبد حق الله، وإياك نستعين حاجة العبد ومطلوبه أن يستعين بربه لأنه المستعان سبحانه وتعالى المالك لكل شيء عز وجل القادر على كل شيء، فيستعين به العبد في عبادته وطاعته وترك معصيته، ويستعين به أيضا في أموره الخاصة من أمور الدنيا كما في حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، "فإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله" فربك هو المستعان وهو المعبود بالحق ، فيعلمك سبحانه وتعالى أن تقول " إياك نعبد وإياك نستعين" وهذا بينك وبين ربك، إياك نعبد حقه عليك، وإياك نستعين حاجتك إليه تستعين بربك على أمر دينك ودنياك، فعبادته وحده هي أعظم الأخلاق أن تعبده وحده وتخصه بالعبادة.

لا تعبد معه ملكا ولا نبيا ولا وليا ولا صنما ولا شجرا ولا كوكبا ولا غير ذلك، تعبده وحده سبحانه وتعالى كما قال عز وجل فى كتابه الكريم " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم" وقال سبحانه وتعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " وقال تعالى " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء" وهو المعبود بالحق عز وجل كما قال سبحانه وتعالى" ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل " وهذه العبادة هي أعظم الواجبات وأعظم الحقوق وأعظم الأخلاق أن تعبده وحده أينما كنت في الشدة والرخاء في الصحة والمرض في السفر والإقامة حتى تلقى ربك لا تصل إلا له ولا تدع إلا إياه، ولا تستغيث إلا به ولا تذبح إلا له، ولا تنذر إلا له. 

ولا تتصدق إلا له، تقصد بأعمالك كلها وجهه سبحانه وتعالى دون كل من سواه، لأن العبادات كلها يجب أن تكون لله وحده، وكل العبادات التي أمر الله بها وشرعها لنا يجب أن تكون لله وحده، فلا يستغاث بالأموات ولا ينذر لهم، ولا يطلب منهم النصر على الأعداء ولا شفاء المرضى، ولا يطلب من الأنبياء ولا من الكواكب ولا من الملائكة ولا من الجن ولا من غير ذلك، وكل هذا يختص بالله وحده سبحانه فهو الذي يدعى ويرجى ويسأل سبحانه وتعالى، أما المخلوق الحي فلا بأس أن يسأل فيما يقدر عليه فيما يجيزه شرع الله المطهر بينك وبينه، كما قال الله في قصة نبيه موسى عليه السلام " فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه" وقال تعالى " فخرج منها خائف يترقب"


google-playkhamsatmostaqltradent