التخطيط التربوي
يمكن تعريف "التخطيط التربوي" على أنه تصميم منهجي للعمل من أجل تحقيق الأهداف التعليمية لتنمية الفرد والمجتمع، وذلك من خلال الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة. ومن المنظور العملي، يمكن تعريف التخطيط التربوي على أنه عملية يستخدمها المسؤول ليقوم بأداء دور القائد، وصانع القرار، ومسؤول التغيير.
يُعد التخطيط التربوي أمرًا ضروريًا لكل مؤسسة ومنظمة تعليمية؛ فالتخطيط التعليمي السليم يوفر الوقت والجهد والمال، كما يُعد طريقة جيدة لحل المشكلات التربوية بتجنب أسلوب التجربة والخطأ في فعل الأشياء، هذا فضلًا عن أنه يجعل العملية الإدارية في مجال التعليم أكثر سلاسة وسهولة وكفاءة.
وعليه، فمن خلال التخطيط السليم، يصبح التعليم أفضل وسيلة يحافظ بها المجتمع على قيمه ونظامه المستقبلي، ويطور من خلاله طريقة حياة الفرد، ويُعزز المعرفة والمهارات وثقافة البلد.
أنواع التخطيط التربوي
التخطيط الإداري: يرتبط التخطيط الإداري في مجال التعليم بتوزيع المسؤوليات والصلاحيات على مختلف المستويات التعليمية؛ حيث يتم التخطيط للمسؤوليات الإدارية على جميع المراحل الإدارية والتربوية.
يضع هذا النوع من التخطيط خطة تفصيلية لهيكل التعليم على مختلف المستويات -الابتدائية والثانوية والتعليم العالي- ويعمل على تنظيم وتنسيق البرامج التعليمية، ووضع المخصصات المالية والميزانية للمؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى إشراك المسؤولين التربويين في البرامج التعليمية.
التخطيط الأكاديمي: يُشير هذا النوع إلى التخطيط للمعاملات الأكاديمية والمناهج الدراسية لكل مرحلة من مراحل التعليم، ويشمل التخطيط لاحتياجات ومتطلبات الفرد والمجتمع، وصياغة الأهداف التربوية، وتشكيل لجنة لتطوير المناهج، واختيار الاستراتيجيات وطرق التدريس المناسبة، والتخطيط لمراجعة المناهج الدراسية، والتخطيط لاستخدام المكتبات داخل المؤسسات التعليمية.
التخطيط المشترك للمناهج الدراسية: يُعد هذا النوع من التخطيط أمرًا ضروريًا لتحقيق التطور للطلاب، والتطوير الكلي للمؤسسة التعليمية، ويتضمن التخطيط لخدمات رعاية الطلاب، والتخطيط للألعاب الرياضية، والتخطيط للأنشطة والبرامج الاجتماعية، فضلاً عن التخطيط للأنشطة والبرامج الثقافية والهوايات.
التخطيط التعليمي: يُشير هذا التخطيط إلى المناخ العاطفي والتنظيمي للفصل الدراسي، ويشمل التخطيط للمواصفات والأهداف التعليمية، واختيار وتنظيم أنشطة التعلُّم، واختيار الوسائل المناسبة لعرض خبرات التعليم، ورصد التقدم التعليمي، واختيار تقنيات التقييم المناسبة لنتائج التعلم.
التخطيط المؤسسي: يعطي هذا النوع من التخطيط شكلاً عمليًّا لمعنى التخطيط التربوي؛ حيث يُشير إلى احتياجات ومتطلبات كل مؤسسة والتي لابد من تحقيقها من خلال خلق جو تخطيطي والحفاظ عليه.
تجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى أن التخطيط المؤسسي يشمل جميع أنواع التخطيط السابقة؛ حيث يركز على التخطيط للمناهج الدراسية، فهو يتعلق بالخطط التي بدأتها وصاغتها ونفذتها المؤسسات التعليمية الفردية.
ختامًا، يسعى التخطيط التربوي إلى البحث عن السياسات والبرامج والإصلاحات وتطويرها وتنفيذها وتعزيزها داخل المؤسسات التعليمية، وقد يعمل المخططون التربويون على المستوى المحلي أو الوطني أو الدولي للنهوض بالتعليم وتحسينه.
