recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

جهيم بن الصلت القرشي المطلبي " جزء 2"



 جهيم بن الصلت القرشي المطلبي " جزء 2"

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع جهيم بن الصلت القرشي المطلبي، فكانت رؤيا جهيم بن الصلت في مصارع قريش فقال وأقبلت قريش، فلما نزلوا الجحفة، فقال جهيم إني رأيت فيما يرى النائم، وإني لبين النائم واليقظان، إذ نظرت إلى رجل قد أقبل على فرس حتى وقف، ومعه بعير له، ثم قال قتل عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، وفلان وفلان، فعدد رجالا ممن قتل يوم بدر، وهم من أشراف قريش، ثم رأيته ضرب في لبة بعيره، ثم أرسله في العسكر، فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابه نضح من دمه، فقال فبلغت أبا جهل، فقال وهذا أيضا نبي آخر من بني المطلب، سيعلم غدا من المقتول إن نحن التقينا، فكان في غزوة بدر رؤيا لبعض الكافرين.


والرؤيا قد تصيب الإنسان بالكآبة والحزن والإحساس بالفشل، وتوقع الهزيمة في نفسه، فيكون لها رد فعل سيئ جدا على نفسية المحارب، فهذا جهيم بن الصلت بن المطلب من عائلة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن كان مشركا، وقد رأى أن رجلا أقبل على فرس حتى وقف ومعه بعير له، ثم قال قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو الحكم بن هشام وأمية بن خلف، وفلان وفلان وفلان، فعد رجالا ممن قتل يوم بدر من أشراف قريش، وانتشرت الرؤيا في مكة، وكان ذلك قبل الخروج إلى بدر، ولما سمع أبو جهل هذه الرؤيا جن جنونه، وقال هذا أيضا نبي من بني عبد المطلب، سيعلم غدا من المقتول إن نحن التقينا، ولا شك أن هذه الرؤيا كان لها أثر سيئ على المشركين.


وإلا لما انتشر خبرها بهذه الصورة حتى يصل إلى أبي جهل، ولقد الرؤيا الثانية كانت من السيدة عاتكة بنت عبد المطلب عمة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت مشركة في ذلك الوقت، وقد اختلف بعد ذلك في إسلامها، ولكن الراجح أنها لم تسلم، وقد رأت السيدة عاتكة قبل أحداث عزوة بدر رؤيا خوفتها، فأرسلت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، لتحكي له الرؤيا، وكان العباس مشركا في ذلك الوقت، فقالت له يا أخي، والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني، وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة، تكتم علي ما أحدثك؟ قال لها وما رأيت؟ قالت رأيت راكبا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح، ثم صرخ بأعلى صوته.


ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث، يعني يدعو آل قريش للخروج إلى المصارع في ثلاثة أيام، قالت ثم كرر هذا النداء في مناطق مختلفة حول الكعبة، ومن على جبل أبي قبيس، ثم أرسل صخرة فأقبلت تهوي، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارتضت، أي تفتتت، فما بقي بيت من بيوت مكة إلا دخلته منها فلقة، قال العباس، والله إن هذه لرؤيا، فلا تذكريها لأحد، ثم خرج العباس بن عبد المطلب، فلقي الوليد بن عتبة، وكان صاحبه، فذكر العباس له الرؤيا وقال له لا تذكرها لأحد، فأخبر الوليد بن عتبة أباه عتبة بن ربيعة بالرؤيا وقال له لا تقل لأحد، وهكذا انتشر الأمر في قريش، حتى وصل إلى أبي جهل وكان العباس بن عبد المطلب في ذلك اليوم ذاهبا ليطوف بالبيت الحرام.


فلقيه أبو جهل مع المشركين، فقال له أبو جهل يا بني عبد المطلب، متى حدثت فيكم هذه النبية؟ فأراد العباس أن ينكر فقال له وما ذاك؟ قال أبو جهل تلك الرؤيا التي رأت عاتكة، قال العباس بن عبد المطلب، وما رأت؟ قال أبو جهل، يا بني عبد المطلب، أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم، قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال، انفروا إلى مصارعكم في ثلاث، فسنتربص بكم يا بني عبد المطلب، هذه الثلاث، فإن يك حقا ما تقول فسيكون، وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء، نكتب عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت في العرب، وكانت هذه فرصة لأبي جهل ليشمت في بني عبد المطلب، فإن الصراع طويل جدا بين بني مخزوم وهى قبيلة أبي جهل.


جهيم بن الصلت القرشي المطلبي " جزء 2"


google-playkhamsatmostaqltradent