الصين لا تكشف عن دعمها
لروسيا.. وتلقي باللوم على واشنطن
صالح العواد
ترصد الدوائر السياسية في الغرب، موقف الصين من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.. بينا يرى مراقيون عدم وجوب الرهان على دعم بكين لروسيا في ظل العقوبات.
ويشير الباحث الروسي، أندريه ياشلافسكي، إلى أن الضغط الشديد من جميع الأطراف، تقريبا، على روسيا بسبب بدء عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، ليس شاملا، رغم كل شيء. فالصين، تتخذ موقفا محايدا، وترفض مهاجمة موسكو، بل تلقي باللوم على واشنطن، قبل الجميع، في إثارة الأزمة وتصعيدها.
لكن بكين، رغم ذلك، لا تسارع إلى التعبير عن دعمها للسياسة الروسية.
ويرى الخبير الروسي، رئيس قطاع الاقتصاد والسياسة الصينيين بمعهد العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي بموسكو، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، سيرغي لوكونين، أن موقف الصين من الأزمة الأوكرانية ذو مستويين:
في المستوى الأول، لا يسع بكين، بالطبع، سوى دعم روسيا، لأن روسيا أحد الأقطاب، وربما أقوى قطب في الكتلة «الموالية للصين»، من الدول التي تستخدمها الصين في المنافسة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وهناك مستوى ثان، وفيه تحاول الصين تجنب العوامل غير المتوقعة التي قد تؤدي إلى تدهور وضعها، في مواجهتها مع الولايات المتحدة وفي تنافسها المتنامي مع الاتحاد الأوروبي.
لذلك، فإن موقف بكين محايد. ولكن، وفي الوقت نفسه، هناك تصريحات من قبل مسؤولي الصف الأول في جمهورية الصين الشعبية بأن الولايات المتحدة هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن إثارة الأزمة الأوكرانية.
ويضيف الخبير الروسي، لصحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس»، إن دعم الصين لروسيا، التي تتعرض لضغوط عقوبات غربية غير مسبوقة، يعتمد على نوع الدعم المتوخى. ومن الواضح أن الصين لا تنضم إلى العقوبات ولن تفرض أي قيود على العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا.
لكن ينبغي أن نكون على بيّنة من أن سلطات جمهورية الصين الشعبية ستحاول تجنيب الشركات الصينية، وبالطبع المؤسسات المالية الصينية الكبرى، تأثير العقوبات الثانوية.
ومن المحتمل أن تقوم السلطات الصينية قريبا، من أجل عدم الوقوع تحت أي عقوبات أمريكية، بتطوير الآليات الجديدة التي سبق أن جرى اختبارها في التعاون مع إيران.
قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الإثنين، إن الانفصاليين الموالين لروسيا شنوا هجوما في مدينة ماريوبول الساحلية بجنوب أوكرانيا وإن معظم القتال وقع في الجزء الغربي من المدينة.
وأضافت الوزارة أن القوات الروسية ستوقف اليوم إطلاق النار لفتح ممر إنساني للخروج من المدينة المحاصرة التي يبلغ عدد سكانها 400 ألف نسمة.
واتهم المتحدث باسم وزارة الدفاع إيجور كوناشينكوف القوات الأوكرانية باستخدام مجموعة تضم أكثر من 150 مدنيا دروعا بشرية لإطلاق النار على القوات الانفصالية.
وقال إن أربعة مدنيين قُتلوا وأُصيب خمسة آخرون نتيجة لذلك، لكن القوات من جمهورية دونيتسك الشعبية، وهي منطقة في شرق أوكرانيا اعترفت موسكو باستقلالها، “حررت” حوالي 150 مدنيا ونقلتهم إلى الأراضي التي تسيطر عليها.
ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة ذلك بشكل مستقل.
وتدخل اليوم الإثنين، الحرب الروسية الأوكرانية، يومها الثاني عشر على التوالي، بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تنفيذ عمليات عسكرية على الأراضي الأوكرانية، صباح يوم 24 فبراير الماضي.
وفرضت دول أوروبية وغربية وأمريكية، عقوبات اقتصادية ضخمة على روسيا واستهدفت تلك العقوبات أيضا قيادت موسكو على رأسهم الرئيس بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.