التفكير المنظومي
نبذة عن المفهوم
"التفكير المنظومي" (Systems thinking) هو نهج شامل للتحليل يركز على الطريقة التي تترابط بها الأجزاء المكونة للنظام، وكيف تعمل الأنظمة بمرور الوقت وفي سياق الأنظمة الأكبر. ويتناقض نهج "التفكير المنظومي" مع التحليل التقليدي، الذي يدرس الأنظمة عن طريق تقسيمها إلى عناصر منفصلة.
ويمكن استخدام "التفكير المنظومي" في أي مجال من مجالات البحث، وقد تم تطبيقه في دراسة الأنظمة الطبية والبيئية والسياسية والاقتصادية والموارد البشرية والتعليمية، من بين العديد من المجالات الأخرى.
هذا، وقد أُطلق مفهوم "التفكير المنظومي" في عام 1956، عندما أسس البروفيسور "جاي فوريستر" (Jay Forrester) مجموعة الأنظمة الديناميكية في "كلية سلون للإدارة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" (MIT Sloan School of Management).
ويستخدم "التفكير المنظومي" المحاكاة الحاسوبية ومجموعة متنوعة من المخططات والرسوم البيانية لنمذجة سلوك النظام وتوضيحه والتنبؤ به، ومنها على سبيل المثال، "الرسم البياني للسلوك بمرور الوقت" (BOT)، والذي يُشير إلى تصرفات متغير واحد أو أكثر خلال فترة زمنية، و"مخطط الحلقة السببية" (CLD)، الذي يوضح العلاقات بين عناصر النظام، وجهاز محاكاة الطيران الإداري، والذي يستخدم برنامجًا تفاعليًّا لمحاكاة تأثيرات قرارات الإدارة، ونموذج المحاكاة الذي يحاكي تفاعل عناصر النظام بمرور الوقت.
لماذا نستخدم "التفكير المنظومي"؟
يوسع "التفكير المنظومي" نطاق الخيارات المتاحة لحل مشكلة ما عن طريق توسيع آفاق التفكير، والمساعدة في توضيح المشكلات بطرق جديدة ومختلفة. وفي الوقت نفسه، تجعل مبادئ التفكير المنظومي الأفراد يدركون أنه لا توجد حلول مثالية، وسيكون للخيارات التي يتخذها الأفراد تأثير على أجزاء أخرى من النظام. وبالتالي، فإنَّ "التفكير المنظومي" يسمح باتخاذ خيارات مستنيرة.
في هذا السياق، يعتبر التفكير المنظومي مفيدًا في سرد القصص المقنعة التي تصف كيفية عمل النظام. على سبيل المثال، تجبر ممارسة رسم مخططات الحلقة السببية الفريق على تطوير صور أو قصص مشتركة لموقف ما.
وتتميز المشكلات المثالية لتدخل "التفكير المنظومي" ببعض الخصائص تتمثل أهمها في أن تكون القضية مهمة، ذات مشكلة مزمنة وليست حدثًا لمرة واحدة، وفي الوقت نفسه تكون المشكلة مألوفة ولها تاريخ معروف، وحاول الأفراد حلها من قبل ولكن دون جدوى.
وعندما يتم استخدام "التفكير المنظومي" في معالجة مشكلة ما، فينبغي تجنب إلقاء اللوم، بدلًا من ذلك، يتم التركيز على العناصر التي يبدو أن الأفراد يتجاهلونها، ومحاولة إثارة فضول المجموعة حول المشكلة قيد المناقشة، من خلال طرح تساؤل "ما الشيء غير المفهوم في هذه المشكلة؟"
بالإضافة إلى ذلك، ومن أجل الحصول على القصة الكاملة، يتم الطلب من المجموعة وصف المشكلة من جميع الزوايا الثلاث، الأحداث والأنماط والبنية. وأخيرًا، غالبًا ما يتم الافتراض بأنَّ كل شخص لديه نفس الصورة للماضي أو يعرف نفس المعلومات. ولذلك من المهم الحصول على وجهات نظر مختلفة للتأكد من تمثيل جميع وجهات النظر، وأن الحلول مقبولة من قِبل الأشخاص الذين يحتاجون إلى تنفيذها. وعند التحقيق في مشكلة، يُفضل إشراك أشخاص من مختلف الإدارات أو المجالات الوظيفية؛ من أجل الإثراء بنماذج عقلية مختلفة.
التفكير المنظومي
المصدر: مقتطفات تنموية- السنة الثالثة- العدد (15)