مصرع طفلة غرقا بالفيوم.. «سقطت من أعلى كوبري»بالشرقية
بعينيها الزرقاويتين، وشعرها الذي يلمع كسلاسل الذهب، ووجهها الذي يُشبه بياض الثلج، خرجت الطفلة «چويرية» لتلهو وتلعب أمام منزل أسرتها بقرية سنهور القبلية، ترتسم الابتسامة على شفاهها الصغيرة، وتتعالى ضحكاتها ببراءتها التي كانت تأسر أهالي المنطقة بالكامل، وبينما كانت تمرح الصغيرة أعلى كوبري دون أسوار أمام منزله اختل توازنها وانزلقت قدميها الصغيرتين في ترعة أمام المنزل، ولم يرها أحد، وبينما كان والدها ينادي عليها ولم ترد خرج مسرعاً للبحث عنها ليجدها جثة هامدة طافية على سطح المياه.
لم يتمالك والد «چويرية» نفسه فانتشل ابنته من المياه رافضاً أنّها توفيت، وهرع بها إلى أقرب عيادة طبية لإنقاذ حياتها إلا أنّ الطبيب أكد مصرع الطفلة متأثرة بأسفكسيا الغرق، وسط صدمة والدها وبكاء ونحيب والدتها، لترحل الطفلة الصغيرة تاركةً حزناً كبيراً في قلب أسرتها وجميع أهالي القرية.
ونعى محمد ربيع الفرخ والد الطفلة، ابنته بكلمات مُبكية، أحزنت أهالي محافظة الفيوم بالكامل قائلاً «الموعد الجنة يا چويرية القلب، كسرتي قلبي يا بنتي ولم يبرد بعد وفاة أمي، كلها مرحلة مؤقتة والتقي بك أنا وأمك في جنات النعيم، ولا أقول إلا ما يرضي ربي، وإنّا لله وإنا إليه راجعون».
حزن بالقرية
وخيم الحزن على أهالي قرية سنهور لوفاة الطفلة چويرية، التي كانت شديدة الرقة والبراءة وأسرت الجميع ببراءتها، مقدمين واجب العزاء لوالديها وداعين له بالصبر والسلوان، ولها بالرحمة والمغفرة.
لحقت بجدتها بعد أشهر قليلة
وأوضح والد چويرية، أنّ طفلته لحقت بجدتها بعد أشهر قليلة من وفاتها، لتتضاعف أحزانه، حيث لم تنطفئ نيران حزنه على والدته التي كان يرتبط بها ويحبها كثيراً إلا وتضاعف نصيبه من الحزن بوفاة طفلته الصغيرة التي كان يرتبط بها كثيراً أيضاً، مُشدداً على أنّ راض بما قسمه الله له، ومردداً «إنّا لله وإنّا إليه راجعون».
وطالب والد چويرية، بإنشاء أسوار على الكوبري، وجانبي المجرى المائي، لمنع تكرار حوادث غرق الأطفال مجدداً، وحفاظاً على أرواحهم، مؤكداً أنّ ابنته لم تكن الأولى التي تغرق في ذلك المجرى المائي، وأنّ سبقها الكثير من أطفال القرية بنفس الطريقة.
بلاغ بالواقعة
تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي اللواء ثروت المحلاوي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، إخطاراً من العميد محمود أبو بكر مأمور مركز شرطة سنهور، يفيد وفاة طفلة غرقاً في مجرى مائي بالقرية، وجرى نقل جثتها لمستشفى الفيوم العام تحت تصرف جهات التحقيق.