recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

"يخونها الشِّعر" د. سعيدالمنزلاوي



سعيدالمنزلاوي


عرض. طارق أبو حطب

 

عجبًا  لأمر المرأة، تحسن إليها فتسيء إليك، تمد إليها يدك بالسلام فتمد إليك يدًا تتأهب للانتقام. انتقام من ماذا؟ "لست أدري!" والمرأة وإن كانت مخلوقًا يستعصي على الفهم لدى الكثيرين، إلا أنه من السهل جدًا أن نضع لحواء صفات قل أن تخرج عنها واحدة منهن. ألم يخاطبهن الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:"إنكن تكفرن العشير" ألمْ يواسِ ذلك العشير ــ الزوج ـــ ويعزيه بأن مصابه هو مصاب كل رجل "إن أحسنت إليها الدهر كله ثم أسأت إليها مرة واحدة، قالت: ما رأيت منك خيرًا قط" هذه هي المرأة، سرعان ما تنسى المعروف، وتجحد المنعم، وتنكر اليد التي امتدت إليها لترفعها، لتساعدها، لتمنحها كل شيء. والمرأة التي نتناولها الآن، هي امرأة جاهلية، قبل الإسلام، كنيتها "أم جندب"، زوج أمير الشعر الجاهلي "امرئ القيس"، قال فيها شعرًا من أروع وأعذب وأبهى ما قيل عن المرأة، وذلك في قوله:

خليليَّ مرَّا بي على أم جندبِ

       نقضِ لبانات الفؤاد المعذبِ

فإنكما  إن  تنظرانيَ  ساعة

    من الدهر تنفعني لدى أم جندبِ  

ألم ترياني كلما جئت  طارقًا

    وجدت بها طيبًا وإن لم تطيَّبِ

عقيلة أتراب لها،  لا ذميمة

   ولا ذات خلق، إن تأملت جأنبِ

هذا الشعر الجميل، الذي كلل به "امرؤ القيس" هام امرأته، لم يشفع لقائله عندما لجأ إلى زوجه "أم جندب"؛ لتحكم بين قصيدته و*2قصيدة شاعر آخر هو "علقمة"، في أيهما كان وصفه للفرس أفضل من صاحبه. فنسيت الزوجة هذا الكلام الجميل، وتخلت عن وفائها للعشير، وانتصرت للضيف، وخذلت الزوج. وإن كان نقدها مثار خلاف بين النقاد قديمًا وحديثًا، إلا أن الموقف يلقي باللائمة على المرأة التي عضت اليد التي آوتها وأطعمتها؛ فاستحقت من زوجها أن يطلقها. 

سعيد محمد المنزلاوي

"يخونها الشِّعر"  د. سعيدالمنزلاوي
دكتور طارق عتريس أبو حطب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent