تداعيات إخفاق الإدارة الأمريكية في التعامل مع أزمة المنطاد الصيني
أسهم تحليق المنطاد الصيني فوق الأراضي الأمريكية في تنامي مخاوف الأجهزة الأمنية الأمريكية، لاسيما وأنَّه حلق فوق مواقع للأسلحة النووية الأمريكية، وكان الرد الأمريكي هو تأجيل رحلة وزير الخارجية الأمريكي «أنتوني بلينكن» إلى الصين لأجل غير مسمى، فضلًا عن إسقاط المنطاد الصيني، ويعمل البنتاجون في الوقت الحالي على إنقاذ بقايا المنطاد لمعرفة مهمته الحقيقية، فضلًا عن استكشاف ما إذا كان قد نقل بالفعل ما جمعه من معلومات استخباراتية إلى الصين أم لا.
ويُعد تحليق المنطاد فوق الأراضي الأمريكية لمدة أسبوع قبل إسقاطه انتصارًا مُهمًّا لبكين على المسرح الدولي؛ حيث يعكس إخفاق واشنطن في مواجهة أي تهديدات صينية قد تؤثر على أمن الولايات المتحدة، وفي حال كانت واشنطن هي التي أرسلت المنطاد إلى الأراضي الصينية لجمع معلومات استخباراتية، فإنَّ بكين كانت ستنجح في إسقاطه قبل دخوله مجالها الجوي بفترة طويلة.
إذن فشلت الولايات المتحدة في حماية مجالها الجوي، ومن المرجح ألا تكون قادرة على الدفاع عن حلفائها في المستقبل حال تورطهم في مواجهة مباشرة مع الصين، لاسيما وأنَّها أخفقت في الدفاع عن نفسها في مواجهة التهديدات الصينية.