ما مستقبل النظام الإيراني في ضوء الاحتجاجات الراهنة؟
بدأت الاحتجاجات الراهنة التي تشهدها إيران، في سبتمبر 2022- عقب مقتل الفتاة الإيرانية "مهسا أميني" على يد قوات الشرطة الإيرانية، وهي الاحتجاجات الأطول والأكثر انتشارًا وعنفًا منذ عام 1979؛ مما أثار حالة من الجدال المحتدم حول شرعية واستقرار الحكم في إيران، ومستقبل الدولة الإيرانية في ضوء استمرار تلك الموجات الاحتجاجية وتجدُّدها من حين لآخر.
وبرغم صعوبة تقدير أعداد الضحايا في تلك الاحتجاجات، فإن بعض المسؤولين الحكوميين والحرس الثوري ذكروا بشكل رسمي أن أعداد القتلى الناتجة عن تلك الاحتجاجات تتراوح ما بين 200 و300 قتيل، فيما ذكرت منظمات حقوقية أبرزها منظمة "العفو الدولية" أن أعداد القتلى تتراوح ما بين 400 و550 قتيلًا.
وبالرغم من تأكيد العديد من المراقبين أن استمرار موجات الاحتجاجات الإيرانية منذ عام 2009 مثّل "بداية النهاية" للجمهورية الإسلامية في إيران، فإن قدرة النظام الإيراني على التكيف في مواجهة التحديات على مدار الـ40 عامًا الماضية، حالت دون سقوطه، وهو ما تجلّى في مواجهته لتنامي حركات المعارضة والدخول في حروب إقليمية ومواجهة العقوبات الدولية، فضلًا عن التكيف مع عقود من العزلة الإقليمية والدولية، وما تلا ذلك من انخفاض أسعار النفط، وأزمة جائحة كورونا العالمية.