recent
أخبار ساخنة

الفداء والطوفان للدكتور أحمد مصطفى

 الفداء والطوفان

بللدكتور أحمد مصطفى



عرض. طارق أبو حطب 


أذن لصلاة الجمعة ،وقام الحضور لصلاة ركعتين ، الكل ينظر ويتحسس الإمام الذي أخره أمر ما، طال الوقت ولم يصعد أحد منبر المسجد، فإذا بأحد العمال يتجه إلى ويكلمني ، ليس عندنا بديل غيرك ياشيخ ،ولم أكن مستعدا للخطبة ،وقمت صاعدا المنبر،والقيت السلام وكل همي أي موضوع ساتحدث فيه ،لكن الله وفقني للأيات التي كان يقرأها الشيخ قبل الصلاة وكانت عن قصة سيدنا نوح في سورة هود،وقلت لنفسي ماذا لوشرعت في شرحها؟! فافاض الله علي بهذه الكلمات…في قصة سيدنا نوح مع ابنه وقصة سيدنا ابراهيم مع ابنه شيء يدعو إلى الدهشة والإعجاب فنوح الأب وهو نبي يدعو ابنه إلى النجاة فيكون الرد بالرفض أما إبراهيم فيدعوابنه للموت (يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى)..فيكون الرد(يا أبتي افعل ماتؤمر) فهنا إجابة في الموت ورفض للحياة فالذبح موت والدعوة للركوب في السفينة نجاة رفضها الابن العاق وقال :(سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) وفي نداء النبيين (يابني..) الشفقة ومعنى الأبوة ظاهر في إضافة الياء لكلمة ابن التي سبقت بأداة نداء وفي ذلك مايدعو إلى الحنو والرحمة والرفق .نادى إبراهيم ابنه قائلا: يابني بكل ماتحمله الكلمة من معنى فأجابه الابن البار: ياأبتي..فكان الرد موافقا للنداء وهذا يدل على مدى مايتمتع به إسماعيل من بر وطاعة وحب لمنهج الأب وإيمان بما جاء به. أما نوح فقد نادى ابنه بنفس الكلمة(يابني) وقلبه يرتجف فراقا على ولده الذي يحدق به الخطر ويحيق به الهلاك من كل صوب أمام ناظريه ، لكن الولد الأحمق العاق يرد دعوة أبيه القلق الحاني في استهتار :(سآوي إلى جبل..) دون تقدير في الإجابة فجاء رده جاحدا كله قهر وعقوق وكانت النتيجة أن غرق بعد حوار وجدال استنفذ حقهما في القول ، وإسماعيل كان لديه الحجة وهي: أن ما رآه والده مجرد منام لكنه لم يكتف بتلبية رغبة أبيه ولعله قد أخذ يربت على كتفه مهدئا لعاطفة الشيخ الكبير ومعزياله مطمئنا إياه قايلا:(….ستجدني إن شاء الله من الصابرين) فكانت النتيجة فداءه بكبش عظيم ونجاته من الذبح… وهنا يظهر الفرق بين المطيع والعاصي بين البار والعاق .ومن المعروف أن امرأة نوح خانته في دينه فلم تؤمن بما جاء به فكانت أنموذجا تربوياغير صحيح حيال ولدها الذي سلك مسلك العصيان فهوى في هاوية الخسران فدور الأم واضح بينما نستشعر دور (هاجر ) الأم الرءوم التي احتملت الوحشة والاغتراب في واد غير ذي زرع لايؤنسها إلا الإيمان والرضى والمسؤلية الواعية نحو ولدها حتى بلغ مع أبيه السعي في ولاء وطاعة وبر فكل من الولدين والوالدين – على بعد الزمان والمكان- تجلت في قصتهما الحكمة الالهية الباهرة الفداء والطوفان.

الفداء والطوفان للدكتور أحمد مصطفى
دكتور طارق عتريس أبو حطب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent