recent
أخبار ساخنة

نحن والحياة

  

 

نحن والحياة 

 
 
بقلم - آلاء عزوز على إسماعيل 
 
 
إذا نظرنا حولنا نجد أن إدمان المواد المنشطة ليست فقط أكبر مشاكل الإدمان , فمن منظوري 
 
نحن جميعا مدمنين , ربما نشعر بالأسى على مدمني المخدرات ولكننا ننسى أنفسنا أبناء جيل 
 
التكنولوجيا وأنا على رأسهم , نحن نحمل بين طيات أيدينا أكبر مدمرللعقل البشري وهو الهاتف 
 
الخلوي الذي ربما يكون مجرد اقتنائه هو أكبر إدمان , فربما مدمني المخدرات دائما ما يراودهم 
 
الإحساس بالذنب، ولكننا نحن مدمنوا الهواتف ماذا عنا !! نجلس بالساعات نستمع إلى الآلاف 
 
من مقاطع الفيديو التي ليس منها أي فائدة , أصبحت تلك العادة تشكل خطراً على عقولنا, 
 
نستيقظ كل يوم قبل أي شيء نتصفح الهاتف لنرى ما به من أخبار جديدة أو ما من رسائل 
 
جديدة في عملية تستغرق على الأقل نصف ساعه قبل النهوض من الفراش كل هذا الكم من 
 
التشتيت حدث قبل بداية اليوم وفي الوقت نفسه نحن في زمنِ من الصعب جداً أن نعيش بلا 
 
تكنولوجيا أو بلا هاتف, فدائماً علينا الإطلاع على أشياء تتعلق بالدراسة مثلاً, أصبح من 
 
الصعب الاستغناء عنه, مما يشكل تشتتاً كبيراً, فنحن أبناء هذا الجيل أقل حظاً من غيرنا فبالرغم 
 
من كثرة المتاع وكثرة الرفاهيات فتجد أننا أكثر جيل يعاني من الاكتآب . ولن تنتهي المعاناة في 
 
أبناء جيلي , فتنظر إلى أغلبنا تجد أننا نعاني من أمراض نفسية، ولكن لا يتعاطف الكثير معنا 
 
فنحن من نجلس بالساعات كل يوم على الأريكة نتصفح الهاتف، ولا نفعل شيئاً مفيداً من وجهة 
 
نظر أهالينا, لديهم الحق في ذلك، ولكن ما باليد حيلة لدينا الكثير لنفعله ولكن تظل المشكلة 
 
الكبرى أين الفرصة؟ نريد أن نذهب إلى أماكن جديدة نتعلم رياضة جديدة ولكن أين الفرصة؟ 
 
فنحن في زمن نعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة بالكاد يغطي الراتب الشهري المصاريف 
 
الاساسية التى كل يوم يتناقص منها شيء بالكاد يكفي قوت يومنا. كل ذلك يؤثر علينا بالسلب , 
 
ناهيك عن التفكك الأسري الذي بدوره يشكل أكبر مشكلة, فبسبب عدم إنصات الأم لابنها المراهق 
 
وانشغالها بالحياة هي الأخرى, وبسبب ذلك الابن الذي طالما عانى من التوحد منذ صغره , 
 
وبسبب البعد الديني الناتج عن الأسرة أولاً ، وعن محيطنا من المجتمع ثانياً, أين يذهب الابن بكل 
 
تلك الخيبات يا ترى فلا يلجأ إلا لفعل شيء يلهيه عن الدنيا وما فيها... فكيف تنهض بلادنا في 
 
الوقت الذي يعمل فيه الشاب 10 ساعات يومياً ليكفي احتياجاته! بداخلنا الكثير ولكن يموت 
 
الإبداع لأننا منهكون , مشتتون , ضائعون في هذه الحياة, تسير بنا دون أن نشعر, تجري بنا 
 
الأيام فنرى أننا على نفس الحال منذ بضعة سنين, ففي الحقيقة يتحول كل شيء في عدم وجود 
 
المال إلى اللاشيء . سرعان ما أدركت وللأسف أنني اهدرت 12 عاماً من التعليم بلا تعليم , فسوق 
 
العمل لا يتطلب شيئاً مما كنا نفعله في المراحل الدراسية , فتجد أننا في الجامعة وبالكاد ننطق 
 
كلمات اللغة الإنجليزية، والتي هي الآن المطلب الرئيسي في سوق العمل, أعتقد أن علينا إدراك 
 
هذه المصيبة في أسرع وقت فنحن دولة من أقوى دول العالم , طلاب من أذكى طلاب العالم ولكن 
 
أين الفرصة.. على الصعيد الآخر تجد مننا من يكافح من أجل الفرصة , يتخلى عن الكثير من أجل 
 
أن يكون, تجد منا من لا يلقي بالاً للحياة ولا لمجاريها , يعيش حياته كما يريد , يخطط ويعمل 
 
ليل نهار من أجل نفسه, من أجل أن يحيا كما يريد. فمع كل تلك المشتتات تجد منا من يكافح في 
 
هذه الحياة في صمت, يقف وقفة صارمه مع نفسه ليهذبها , نجاهد من أجل أن نحيا حياة 
 
بسيطة, لِمَ كل تلك الصعاب في هذا السن الصغير؟. لماذا لم يتم توجيهنا منذ عمر مبكر؟ فمن 
 
المؤسف بعد تلك الرحلة التعليمية أننا لا نملك مهارة واحدة نستطيع أن نقول إننا نفعلها ؟؟ ولكن 
 
في النهاية من أراد أن يكون فسيكون.

google-playkhamsatmostaqltradent