recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

العاشر من رمضان ذكرى البطولات المجيدة

 العاشر من رمضان ذكرى البطولات المجيدة 


كتبت. هبة شيبة 



في تاريخ كل أمة من الأمم سجلات حافلة باببطولات والأمجاد التي لا تنسى لأنها تظل مماراا من التوهج والحرية والبقاء وغرس قيم الكرامة والرجاء وانطلاق مسيرة البناء والرخاء 


ومن هذه الأيام المجيدة ذكرى الانتصارات أكتوبر المجيدو التي أعادت رسم التوازنات العالمية وحولت مصر من أمة سليبة مستضعفة إلى أمة عزيزة مقتدرة تفخر بأبنائها وما حققه الجنود الأبطال البواسل في يوم العاشر من رمضان السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣م


نتذكر ونحن نطالع أوراق البطولات المجيدة بكل شرف وفخار ما حققه أسلافنا الأوائل في غزوة الفرقان غزوة بدر الكبرى التي كانت فاصلة قاصمة أذل الله بها المشركين ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده فانتصرت الفئة القليلة على الفئة الكثيرة وصال فرسان الإسلام وجالوا في هذه الملحمة التي خلدها القرآن الكريم ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) 


وانطلاقا من قول الله تعالى (

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) فقد تحقق هذا الوعد الإلهي للعباد الصابرين المثابرين فصالوا وجالوا وحققوا الإعجاز 


وهناك أوجه تماثل وتشابه بين الصائم إبتغاء مرضات الله وبين المجاهد في سبيل الله نذكر منها  طاعة الله غاية الصائم والمجاهد فالمسلم يصوم طاعة لله وامتثالاً لأمره ، مصداقاً لقوله عز وجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) 


فيرجو المسلم من الله أن يغفر له ما تقدم من ذنبه ، آملاً العتق من النار والفوز بالجنة ، ولقد وعد الله عز وجل بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث الذي رواه النسائي'من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "


وفى الحديث القدسى  الذي أخرجه البخاري ومسلم" كل عمل إبن ادم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به "


كذلك المجاهد في سبيل الله عز وجل لبى نداء الله بالجهاد آملا النصر أو الشهادة ، وجزاء الشهداء الجنة ، كما إنه يُرزق عند الله عز وجل ، مصداقاً لقوله تبارك وتعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) 


وفي العاشر من رمضان ومع صيحات المجاهدين وعزيمة الصائمين انطلق حنود مصر البواسل يزلزلون الأرض ويقهرون العدو الذي طالما زعم أنه لا يهزم فتكللت سماء سيناء بأكاليل الفخار، وامتزج الثرى الطاهر بدماء المصريين وانطلقت صيحات النصر الله أكبر تدوي فتزلزل وتردد فتقهر وتحررت مصر بأيدي أبنائها ودعوات صائميها ووعد ربها.

العاشر من رمضان ذكرى البطولات المجيدة
دكتور طارق عتريس أبو حطب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent