كيف يُضيء تعليم الكبار درب التغيير في المجتمع؟
بقلم: حسن سليم
على مر العصور، لطالما اتخذ التعليم حجر الزاوية في بناء الأمم ونهضتها، فمن خلاله تُنير المعرفة دروب الجهل، وتُشحذ المهارات، وتُطلق العنان للإبداع.
ولكن، لم يقتصر التعليم على مرحلة عمرية محددة، بل اتسع ليشمل رحلة الحياة بكاملها، فالتعلم لا ينضب معينه، والمعرفة لا تتوقف عند عتبة الصغر.
ومن هنا، برز دور تعليم الكبار كمنارة تُنير دروب التغيير في المجتمع، فمن خلاله تُفتح أبواب المعرفة أمام فئات عمرية متنوعة، مما يساهم في تمكين الأفراد وتحقيق إمكاناتهم الكاملة، ودفع عجلة التقدم والازدهار.
في هذا المقال، نغوص في رحاب تعليم الكبار، ونستكشف كيف يُساهم في إحداث تغيير إيجابي على كافة الأصعدة، ونُسلط الضوء على دور موظفي تعليم الكبار كرواد في هذا المجال، ونقدم بعض النصائح لزيادة فاعليتهم.
فاستعدوا لرحلة معرفية غنية، واكتشفوا كيف يُشعل تعليم الكبار شمعة التغيير في كل ركن من أركان المجتمع.
في غضون هذه المقالة، سنغوص في تفاصيل أكثر عمقًا، ونناقش مختلف جوانب تعليم الكبار، بدءًا من تعريفه وأهدافه، مرورًا بأهميته وفوائده، وصولًا إلى التحديات التي تواجهه وسبل التغلب عليها.
كما سنقدم أمثلة ملموسة على برامج تعليم الكبار الناجحة في مختلف البلدان، ونُسلط الضوء على تجارب بعض الأفراد الذين استفادوا من هذه البرامج.
وأخيرًا، سننتهي ببعض التوصيات لتعزيز تعليم الكبار وضمان استدامته وفاعليته.
فمعًا، نساهم في بناء مجتمع مثقف منفتح على المعرفة، يُقدّر قيمة العلم ويؤمن بأهمية التعلم مدى الحياة.
تعريف تعليم الكبار
تعليم الكبار هو نوع من التعليم موجه للأفراد الذين تجاوزوا سن التعليم الإلزامي، بهدف مساعدتهم على اكتساب المعارف والمهارات الجديدة، وتحسين قدرتهم على المشاركة الفعالة في المجتمع.
أهداف تعليم الكبار
تمكين الأفراد من خلال تنمية مهاراتهم وقدراتهم.
تعزيز المشاركة المجتمعية من خلال تحفيز الأفراد على المشاركة في مختلف مجالات الحياة.
دعم التنمية الاقتصادية من خلال مساعدة الأفراد على الحصول على وظائف أفضل وتحسين دخلهم.
تحسين نوعية الحياة من خلال تعزيز الصحة النفسية والجسدية للأفراد.
أهمية تعليم الكبار
يساهم في سد الفجوة المعرفية بين الأجيال.
يعزز مهارات القوى العاملة ويُحسّن من إنتاجيتها.
يشجع على الابتكار والإبداع.
يعزز التسامح والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
يساهم في بناء مجتمع مستدام منفتح على المعرفة.
فوائده للأفراد
اكتساب مهارات جديدة تُساعدهم على الحصول على وظائف أفضل.
تحسين قدراتهم على حلّ المشكلات واتخاذ القرارات.
تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحسين صحتهم النفسية.
زيادة مشاركتهم في المجتمع وتحسين نوعية حياتهم.
التحديات التي تواجه تعليم الكبار
قلة الوعي بأهمية تعليم الكبار.
صعوبة الوصول إلى برامج تعليم الكبار.
سبل التغلب على هذه التحديات
نشر الوعي بأهمية تعليم الكبار من خلال حملات التوعية المُوجهة إلى مختلف فئات المجتمع، وإبراز قصص النجاح للأفراد الذين استفادوا من برامج تعليم الكبار، وتوضيح الفوائد التي يُقدمها هذا النوع من التعليم.
تسهيل الوصول إلى برامج تعليم الكبار من خلال توفير برامج تعليم الكبار في مختلف المناطق، واستخدام التكنولوجيا لتقديم هذه البرامج عبر الإنترنت، وتقديم برامج تعليمية مرنة تتناسب مع احتياجات الأفراد.
مواءمة برامج تعليم الكبار مع احتياجات سوق العمل من خلال التعاون مع أصحاب العمل لتحديد المهارات التي يحتاجها سوق العمل، وتصميم برامج تعليم الكبار لتلبية هذه الاحتياجات، وتوفير فرص التدريب العملي للأفراد.
أمثلةٌ على برامج تعليم الكبار الناجحة:
برنامج "تعليم الكبار مدى الحياة" في المملكة العربية السعودية
يهدف إلى تعزيز مشاركة الأفراد الذين تجاوزوا سن الثامنة عشرة في المجتمع، وتحسين نوعية حياتهم.
يقدم برامج تعليمية متنوعة في مجالات مختلفة مثل: اللغة الإنجليزية، والحاسوب، والريادة، والتنمية البشرية.
ساهم البرنامج في تمكين العديد من الأفراد من المشاركة الفعالة في مختلف مجالات الحياة.
برنامج "تعليم الكبار من أجل العمل" في الأردن
يهدف إلى مساعدة الأفراد الذين تجاوزوا سن الثامنة عشرة على الحصول على وظائف أفضل وتحسين دخلهم.
يقدم برامج تعليمية مهنية في مجالات مختلفة مثل: الكهرباء، والسباكة، وصيانة السيارات، والطباعة.
أدى البرنامج إلى مساعدة العديد من الأفراد على الحصول على فرص عمل مناسبة وتحسين مستواهم المعيشي.
تجارب ناجحة لأفراد استفادوا من برامج تعليم الكبار
حنان عقيلي:
أم لطفل من ذوي الهمم، أصرت على استكمال تعليمها بعد حصولها على شهادة محو الأمية في مصر.
حصلت على بكالوريوس خدمة اجتماعية ثم الماجستير، وتستعد حاليًا لمناقشة رسالة الدكتوراه.
تُعد حنان مثالًا يُحتذى به على إصرار الفرد على التعلم والتطور، مهما كانت الظروف.
سعود:
شاب في الثلاثينيات من عمره، شارك في برنامج "تعليم الكبار مدى الحياة" في المملكة العربية السعودية.
اكتسب مهارات جديدة في اللغة الإنجليزية، مما ساعده على الحصول على وظيفة جديدة كترجمان.
يُظهر سعود كيف يمكن لتعليم الكبار أن يفتح آفاقًا جديدة للفرد ويُساعده على تحقيق طموحاته.
مريم:
سيدة في الأربعينيات من عمرها، شاركت في برنامج "تعليم الكبار من أجل العمل" في الأردن.
اكتسبت مهارات جديدة في مجال صيانة الإلكترونيات، مما ساعدها على بدء عملها الخاص.
تُعد مريم نموذجًا للمرأة المُبادرة التي استفادت من تعليم الكبار لتحسين حياتها المهنية والشخصية.