عندما يصبح الإبداع حلاً.. عبد الناصر السعدني نموذجًا
كتب - حسن سليم
تتجلى أهمية الفن التشكيلي كوسيلة للتعبير عن الذات ووسيلة علاجية تعزز الصحة النفسية. الدكتور عبد الناصر السعدني، مؤسس ورئيس ملتقى المبدعين الدولي للفن التشكيلي، يعد نموذجًا فريدًا يجمع بين الإبداع الفني والبحث الأكاديمي، مؤسسًا منصة تتيح للفنانين التشكيليين تبادل الأفكار والخبرات على مستوى عالمي.
مسيرة أكاديمية متألقة
حصل الدكتور السعدني على دكتوراه في الفن التشكيلي والصحة النفسية من المجلس الأعلى للجامعات عام 2024. إلى جانب ذلك، يمتلك رصيدًا أكاديميًا متنوعًا يشمل:
بكالوريوس نظم المعلومات الإدارية
دبلومة علوم الإدارة
دبلومة الصحة النفسية
دبلومة إدارة المدربين
دبلومة التنمية المستدامة
دبلومة الفن التشكيلي والعلاج بالفن
دبلومة تحكيم دولي من جامعة عين شمس
هذه الخلفية الأكاديمية المتنوعة منحته الأدوات اللازمة لتطوير رؤية شاملة تربط بين الفنون والصحة النفسية والتنمية المستدامة.
إسهامات عملية رائدة
بدأ الدكتور السعدني مسيرته العملية في عام 2012، عندما أسس ملتقى المبدعين الدولي للفن التشكيلي، الذي أصبح منصة دولية تجمع الفنانين التشكيليين من مختلف الجنسيات. تحت قيادته، نجح الملتقى في تعزيز الحوار الثقافي والفني بين الدول.
شغل أيضًا مناصب مرموقة، منها:
مدرب معتمد في مركز القاهرة لتنمية الموارد البشرية.
مدرس مساعد ورئيس قسم التربية الفنية.
وكيل أكاديمية i.s.r للبحوث للدراسات الدوائية.
مدرس منتدب بكلية التربية النوعية في جامعة الزقازيق.
رئيس لجنة الفنون بالمجلس المصري للابتكار.
رئيس لجنة الفنون بمؤسسة أبناء المغرب في مصر.
جوائز وتمثيل دولي
تميز الدكتور السعدني بتمثيله مصر في محافل دولية مرموقة:
تمثيل مصر بخطاب رسمي من وزارة الثقافة المصرية في الإمارات العربية المتحدة (2016).
تمثيل مصر بخطاب رسمي في المملكة الأردنية الهاشمية (2018).
حصوله على شهادات تقدير من جهات مختلفة داخل مصر وخارجها.
وفي تصريح خاص لجريدة «صدى الأمة» قال الدكتور السعدني: "الفن التشكيلي ليس مجرد وسيلة للتعبير، بل هو جسر يربط بين الثقافات والشعوب. ومن خلال ملتقى المبدعين الدولي، نسعى لتقديم منصة تسهم في تحقيق هذا الهدف السامي".
وأضاف: "العلاج بالفن ليس رفاهية، بل هو ضرورة تساعد الإنسان على التعامل مع ضغوط الحياة. نحن بحاجة إلى تعزيز هذا المجال في العالم العربي، ليصبح جزءًا من منظومات الرعاية الصحية".
وعن تأثير الألوان على الصحة النفسية، يقول الدكتور السعدني: "الألوان لها تأثير عميق على المشاعر والسلوك. من خلال دراساتي، وجدت أن استخدام الألوان بشكل مدروس يمكن أن يحقق توازنًا نفسيًا رائعًا، ويساعد في تقليل القلق والاكتئاب".
أبحاث تعكس التأثير
لم يقتصر دور الدكتور السعدني على الإبداع الفني، بل امتد إلى البحث الأكاديمي، حيث نشر دراسات متعددة تعكس اهتمامه بالصحة النفسية والفن التشكيلي، منها:
تأثير البرامج التدريبية على الصحة النفسية والاجتماعية للموظفين في المنظمات.
تأثير الفن التشكيلي من خلال الألوان على الصحة النفسية للإنسان.
هذه الأبحاث تُبرز الدور الكبير للفن التشكيلي كوسيلة لتحسين جودة الحياة وتعزيز الرفاهية النفسية.
ملتقى المبدعين الدولي: منصة للإبداع والتواصل
أسس الدكتور السعدني ملتقى المبدعين الدولي كوسيلة لدمج مختلف الثقافات الفنية وإبراز المواهب الناشئة. بفضل هذه المبادرة، أصبح الفن التشكيلي وسيلة للتواصل بين الشعوب وتعزيز التفاهم الثقافي.
يقول الدكتور السعدني عن رؤيته للملتقى: "هدفنا هو تقديم فرصة لكل فنان ليعبر عن ذاته ويعرض أعماله على منصة تحترم التنوع وتشجع الابتكار. نحن نؤمن بأن الفن له القدرة على تغيير العالم، ونسعى ليكون ملتقانا نموذجًا لتحقيق ذلك."
المهارات الشخصية
تتجلى قدرة الدكتور السعدني في مجالات متعددة:
التدريب والتدريس.
الإدارة والقيادة.
الفن التشكيلي والصحة النفسية.
التنمية المستدامة.
إدارة المدربين.
ويهدف الدكتور السعدني إلى توسيع نطاق تأثير ملتقى المبدعين الدولي، ليصبح حدثًا عالميًا يعزز من مكانة الفن التشكيلي كوسيلة لتحقيق التفاهم بين الثقافات. كما يسعى لتطوير أبحاث جديدة تسلط الضوء على العلاقة بين الفنون والصحة النفسية، مما يسهم في تعزيز دور الفن في تحسين جودة الحياة.
وفي حديثه عن المستقبل، قال: "نحن بحاجة إلى دعم أكبر للفن التشكيلي في مجتمعاتنا. يجب أن نعمل على إدماجه في التعليم والصحة لتحقيق نتائج مستدامة على المدى الطويل".
جدير بالذكر أن الدكتور عبد الناصر السعدني يعتبر مثالا حيا على كيفية استخدام الفن كأداة للتغيير الإيجابي. من خلال جهوده الأكاديمية والعملية، استطاع أن يخلق جسرًا بين الإبداع والصحة النفسية، مما يجعله رمزًا للإلهام والإبداع في مجال الفن التشكيلي.
إن رؤيته وتفانيه لا تقتصر على الفن فقط، بل تمتد إلى بناء مجتمع يفهم قيمة الإبداع وتأثيره العميق على النفس البشرية. بذلك، يظل الدكتور السعدني نموذجًا يُحتذى به لكل من يؤمن بقوة الفن كوسيلة للتعبير والتغيير.
عندما يصبح الإبداع حلاً.. عبد الناصر السعدني نموذجًا