وزير العمل الليبي: انطلاق إعادة الإعمار بدعم مصري ومبادرات لتأهيل الشباب
كتبت- هدى العيسوي
أكد وزير العمل والتأهيل بالحكومة الليبية، الدكتور عبدالله الشارف أرحومة، في تصريحات صحفية لوسائل إعلام عربية وغربية، أن جهود إعادة إعمار ليبيا انطلقت بوتيرة متسارعة، مدعومة بالشراكات الإقليمية، خاصة مع مصر. وأشاد بالدور المصري المتمثل في "مجمع عمال مصر الاقتصادي"، الذي يُعد نموذجًا للتعاون الثنائي في تحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح الوزير أن القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، بالتعاون مع الحكومة الليبية وصندوق التنمية وإعادة الإعمار برئاسة بلقاسم حفتر، يعملون بشكل مكثف على تحسين حياة المواطنين الليبيين. تشمل هذه الجهود تطوير البنية التحتية، مثل المستشفيات والمدارس والجامعات، بالإضافة إلى إعادة تشغيل المصانع المتوقفة وتوفير فرص عمل للشباب الليبي، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.
وفي إطار تعزيز العلاقات الثنائية، شهدت مصر مؤخراً استقبال رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، لرئيس الحكومة الليبية، الدكتور أسامة حماد، بحضور بلقاسم حفتر وعدد من المسؤولين الليبيين. جرى خلال اللقاء مناقشة التعاون في مجالات إعادة الإعمار، وأشاد الطرفان بالدور الكبير للشركات المصرية التي أسهمت في مشاريع إعادة البناء بليبيا، تحت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي شدد على تقديم الدعم الكامل للشعب الليبي، خاصة بعد كارثة إعصار دانيال.
وأشار الدكتور عبدالله الشارف أرحومة إلى توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة العمل الليبية و"مجمع عمال مصر"، يهدف إلى تنظيم دورات تدريبية متخصصة لتأهيل الشباب الليبي في مجالات ريادة الأعمال، الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، والمهن الحرفية. كما تم الاتفاق على إرسال دفعات من الشباب الليبي للتدريب بمصر، بهدف تأهيلهم لسوق العمل والمساهمة في تشغيل المصانع المتوقفة.
وتطرق الوزير إلى الأوضاع الأمنية في ليبيا، مشيراً إلى أن المناطق الشرقية والجنوبية باتت تنعم بالأمن والاستقرار، بفضل جهود القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر. وأضاف أن هذه المناطق شهدت انطلاقة قوية لمشاريع إعادة الإعمار في مدن مثل بنغازي ودرنة وطبرق وسرت وسبها، بينما تظل المنطقة الغربية تعاني من عدم الاستقرار بسبب هيمنة المليشيات المسلحة.
وفيما يتعلق بالوضع السياسي، هاجم الوزير حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، واصفاً إياها بأنها غير شرعية ومسيّرة من قبل المليشيات. وأشار إلى ما وصفه بـ"الإخفاقات السياسية" التي أدت إلى تراجع الديمقراطية وحرية الرأي في المنطقة الغربية، مستشهداً بإلغاء نتائج الانتخابات البلدية في عدة مدن مثل تاورغاء ووادي زمزم.
اختتم الوزير تصريحاته بالتأكيد على محورية الدور المصري في دعم ليبيا، من خلال تعزيز التعاون في كافة المجالات الأمنية والاقتصادية، والمساهمة في بناء مؤسسات الدولة الليبية. كما شدد على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمساعدة ليبيا على تجاوز تحدياتها وبناء مستقبل مستقر ومزدهر.