تعليم الكبار بأسيوط يرسخ الشراكة المجتمعية.. ندوة توعوية بكنيسة الملاك ميخائيل
كتب - عبداللطيف محمد عبداللطيف
في إطار جهود فرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بأسيوط لتعزيز الوعي بأهمية التعليم ومحو الأمية، نظّم الفرع ندوة تثقيفية توعوية بكنيسة الملاك ميخائيل بقرية بني شعران، بالتعاون مع أسقفية الخدمات، وتحت رعاية الأنبا يوليوس، أسقف الخدمات العامة.
جاءت هذه الفعالية بناءً على توجيهات الأستاذ الدكتور عيد عبدالواحد، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، وذلك ضمن خطة الفرع لتعزيز الشراكة المجتمعية ونشر ثقافة التعلم بين مختلف الفئات.
شهدت الندوة حضور الأستاذ نادي إبراهيم، مدير عام فرع أسيوط لتعليم الكبار، والأستاذ أحمد زغلول، مدير إدارة تعليم الكبار بمركز منفلوط، إلى جانب عدد من الشخصيات المهتمة بملف التعليم، من بينهم الأستاذ رضا نجاح، منسق قطاع أسيوط، والأستاذ فادي منير، مسؤول متابعة التعليم بمحافظة أسيوط، بالإضافة إلى عدد من خادمات الميدان بقرية بني شعران، ومنهن الأستاذة رانيا رنزي والأستاذة روجينا وجيه.
استهل الأستاذ نادي إبراهيم كلمته خلال الندوة بالتأكيد على الدور المحوري للعلم في بناء الأفراد والمجتمعات، مشددًا على أن "محو الأمية ليس مجرد الحصول على شهادة، بل هو بوابة نحو تحسين جودة الحياة وتعزيز الفرص الاقتصادية والاجتماعية". وأضاف: "اليوم نلتقي لنؤكد على رؤية جديدة للهيئة العامة لتعليم الكبار، تستهدف ليس فقط القضاء على الأمية، بل أيضًا خلق وعي مجتمعي يدعم استدامة التعلم مدى الحياة".
وتابع قائلًا: "محافظة أسيوط كانت وما زالت نموذجًا للعمل الجاد في ملف محو الأمية، ونحن نعمل جاهدين بالتعاون مع مختلف المؤسسات، بما في ذلك الكنائس والمساجد، لنشر ثقافة التعلم وجعلها نمط حياة للجميع".
وأشار إبراهيم إلى أن الهيئة تضع ضمن أولوياتها تعزيز الشراكات المجتمعية لضمان وصول خدماتها إلى كل قرية ونجع، قائلًا: "وجودنا اليوم في كنيسة الملاك ميخائيل دليل واضح على أن التعليم رسالة سامية تتجاوز الحدود الدينية والاجتماعية، وهدفنا هو تمكين كل فرد في المجتمع من حقه في التعلم".
كما شدد على أهمية شهادة محو الأمية، موضحًا أن هذه الشهادة ليست مجرد ورقة، بل هي مفتاح لفرص جديدة في سوق العمل، وهي الخطوة الأولى نحو الالتحاق بالتعليم النظامي أو الحصول على تدريب مهني يمكن أن يحسن دخل الفرد ويوفر له حياة كريمة.
من جانبه، أعرب الأنبا يوليوس، أسقف الخدمات العامة، عن سعادته باستضافة هذه الندوة، مشيدًا بدور الهيئة العامة لتعليم الكبار في دعم جهود محو الأمية. وقال: الكنيسة تؤمن بأن التعليم هو رسالة نور، ونحن ملتزمون بدعم كل الجهود التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي والمعرفة بين أبناء مجتمعنا.
وأكد الأنبا يوليوس أن الكنيسة، من خلال أسقفية الخدمات، تعمل جنبًا إلى جنب مع مؤسسات الدولة لتوفير بيئة داعمة للتعليم، مضيفًا: نحن نؤمن بأن المعرفة هي حجر الأساس لبناء مجتمع قوي، ولهذا نشجع الجميع، خاصة الأميين، على اغتنام هذه الفرصة والانضمام إلى برامج محو الأمية التي توفرها الهيئة.
وشهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، حيث تم استعراض بعض قصص النجاح لأفراد تمكنوا من تجاوز تحدي الأمية، واستكملوا مسيرتهم التعليمية ليصبحوا نماذج يحتذى بها.
كما أبدت الحاضرات من خادمات الميدان، ومن بينهن الأستاذة رانيا رنزي والأستاذة روجينا وجيه، اهتمامًا كبيرًا بنقل هذه الرسائل إلى الفئات المستهدفة، وأكدن على أهمية توسيع دائرة التوعية بمحو الأمية في القرى والمناطق الأكثر احتياجًا.
واختتم الأستاذ نادي إبراهيم عبدالعال الندوة برسالة تحفيزية للحاضرين، قائلًا: التعليم حق ومسؤولية، ومسؤوليتنا جميعًا أن ندعم كل من يسعى وراء المعرفة، لأن المستقبل لا يُبنى إلا بالعلم.
وتم الاتفاق على تكثيف الجهود لزيادة معدلات الإقبال على فصول محو الأمية، مع العمل على تطوير مناهج ووسائل تعليمية تواكب احتياجات الدارسين، لضمان تحقيق أكبر فائدة ممكنة لهم.
تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة من الفعاليات التي تعقدها الهيئة العامة لتعليم الكبار بالتعاون مع المؤسسات الدينية والمجتمع المدني، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين، وتحقيق الهدف الوطني نحو مصر خالية من الأمية.