recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

رسالة إلى أبي

رسالة إلى أبي


رسالة إلى أبي


بقلم: د. طارق عتريس أبو حطب

تسعة أعوام مرت على رحيلك يا أبي  نزفت فيها النفس دماءها والعيون ماءها وتهنا بعدك في دروب الدنيا وذقنا مرارة الأيام ولذعات الوحدة والحرمان، ما كان يدور بخلدي يوما أن يغيب النجم المضيئ عن المدار أو أنني قد أعيش على أمل الانتظار أو أن هذا الطود الشامخ يعاني قسوة الرحيل و الاختصار.. مرت أيام رحيلك عجلى و أضحت قلوبنا ثكلى فقد فقدنا البهجة مذ فقدناك وذابت حبال الصبر فقرأنا الأسى سورا وصار يتمنا في الورى عبرا وأضحى موتك حقا وقدرا.. يا أبي كنت عوننا على السنين، كنت حارسنا الأمين، كنت نور البصيرة واليقين، كنت لنا دنيا ودين، كنت ولدا، كنت سندا، كنت عضدا كنت عمدا دوما بك بعد الله نستعين.. يا أيها الجسد الدفين، ما عهدناك يوما بخيلا أو ضنين؛ فباللله عليك، كيف تضن اليوم باللقاء؟ كيف تركتنا للشقاء؟.. يا أبي يا من جعلتك قبلتي، أدمنت فيك صبابتي، وسكبت فيك محبتي هل ضقت بالأرض فوليت وجهك للسماء؟ أم سئمت من وجع العناء، فغدوت تلتمس الصفاء؟.. يا من ملكت شغاف القلب تسكنه ، يا من حييت عمرك في الخفاق تحضنه، هل تعلم أنا بعدك في الوجع؟.. هل تعلم أن جرحنا بفقدك يتسع؟.. يا أبي قد كنت فينا بلسما، صارت حياتي بفقدك علقما.. نم قرير العين يا "أبت" فنبضك فينا وذكرك وبرك في الأعماق يحيينا، وروحك الطاهرة من الأيام تحمينا، نم قرير الفؤاد، فها نحن رغم الفراق ورغم البعاد، نمضي على دربك، ينبض فينا قلبك، يحفظنا بدعائك ربك.. يا "أبت" خبرنا عن السماء وعن لحظات اللقاء، حدثنا عن الجنة، وكيف وجدتها إليك مشتاقة وإلى سكناك فيها تواقة.. يا أبي يا أيها القلب الحبيب، سيجمعنا لقاء قريب، نسكن إلى جوارك، و نأنس في مدارك، أعلم أنك تشتاق إلينا أكثر من اشتياقنا إليك فإلى هذا اللقاء، نم في هناء، كنت أنتظر عودتك، وأترقب أوبتك يسائلني عنك بيتنا، و يسبقنا إليك شوقنا؛ لكنك لم تعد؛ فهل يرضيك أن آتي إليك يا أبت.

أبـــــــــــــــــــــــي أحبك.. وكيف لا؟ وأنت الشمس التي تنير سمائي والحكيم الذي يسهل الدرب أمامي

أحبك.. وكيف لا؟ وأنت القلب النابض في صدري والفكر الدائم في ذهني وابتسامة حياتي وقدوتي

يا أبت.. أحبك وكيف لا؟ وأنت غرست الحب والأمل في قلبي منذ سنين وخلعت الحقد واليأس لتغرس فينا الحنين

يا أبي.. أحبك وكيف لا؟ بعد أن كرست حياتك لنا وبذلت ما بوسعك سنة تلو السنة لترانا اليوم أمامك بعد أن كبرنا وصرنا رجالا، ولكن.. ها هو اليوم قد حان.. فغبت أنت فنم.. واسترح.. وإلى لقاء قريب.. ودعني أقول:

ٱن الأوان .. حزنك يبان .. تشتاق يا قلبي للي كان.. والكل واقف ع البيبان.. مستني نور المدنة .. أو صوت الأذان .. كل الشوارع نافضة إيدها م البشر .. ولوحدي قاعد بفتكر .. قلبي صحيح مهوش حجر .. لمتنا بعترها القدر .. وأمي ف مكانها المعتبر .. والعيلة قاعدة بتنتظر .. وفراغ بينده ع القمر .. والبدر غايب مش هنا .. كل الدقايق محزنة .. وجع الغياب بيضمنا .. والفرحة تاهت مننا.. محمود بيسأل.. والسؤال .. من غير إجابة تدلنا .. عتريس يا حزن في قلبنا .. راح فين عبير السوسنة .. إيه اللي شغلك عننا .. خلاك متستناش .. والقلب حلمه بينطفي .. مبقاش خلاص قلبي عفي .. أبويا كان خلي الوفي .. يا نفسي آه لو تعرفي .. كنت بوجيعتك تكتفي .. جواكي طيفه بيترسم .. ف عنيا صورة بتتقسم .. كان نفسي يوم ترجع لنا .. وتشد ضهري اللي انكسر .. حزن القلوب مش مختصر .. ف الذكريات ويا الصور من بعدة حاسس بالخطر .. كل الكلام أصبح هدر .. وسمعت أنا حزن الوتر لجم حروفنا وقال طبع الحياة ميال مش كل ناسها رجال.



google-playkhamsatmostaqltradent