جامعة أسيوط تعزز جهودها في محو الأمية.. اجتماع اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ المشروع القومي
كتب - عبداللطيف محمد عبداللطيف
في خطوة جديدة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز دور الجامعات في خدمة المجتمع، عقدت اللجنة العليا لمحو الأمية بجامعة أسيوط اجتماعها الدوري لمتابعة تنفيذ المشروع القومي لمحو الأمية، وذلك تحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، وبناءً على توجيهات الأستاذ الدكتور عيد عبدالواحد، رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار.
جاء الاجتماع برئاسة الأستاذ الدكتور محمود عبدالعليم، نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بحضور الأستاذ نادي إبراهيم، مدير عام فرع أسيوط لتعليم الكبار، إلى جانب عمداء ووكلاء الكليات التسع المشاركة بالمشروع، ومسؤولي قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
أكد الأستاذ الدكتور محمود عبدالعليم خلال كلمته أن جامعة أسيوط تولي المشروع القومي لمحو الأمية اهتمامًا بالغًا، انطلاقًا من دورها المجتمعي ومسؤوليتها الوطنية في دعم المبادرات التي تستهدف الارتقاء بالمجتمع المصري. وأوضح أن القيادة السياسية تضع قضية محو الأمية ضمن أولوياتها، ما يجعل الجامعات شريكًا أساسيًا في تحقيق هذا الهدف القومي.
وأضاف: نحن في جامعة أسيوط نؤمن بأن التعليم هو الركيزة الأساسية للتنمية، ولن ندخر جهدًا في مساعدة الدارسين وإتاحة الفرصة أمامهم لاكتساب المهارات الأساسية التي تؤهلهم لمستقبل أفضل.
واستعرض الأستاذ نادي إبراهيم عبدالعال، مدير عام فرع أسيوط للهيئة العامة لتعليم الكبار، خلال الاجتماع أبرز الإنجازات التي تحققت خلال دورة أكتوبر 2024، مشيرًا إلى الجهود التي بذلتها جامعة أسيوط في تنفيذ المشروع. وأشاد بالتعاون الوثيق بين الجامعة وفرع الهيئة بأسيوط، مؤكدًا أن النجاحات التي تحققت جاءت بفضل تضافر الجهود بين الطلاب والأساتذة والإدارات المعنية.
وأشار عبدالعال إلى أن المستهدف خلال دورتي يناير وأبريل 2025 يتطلب تكثيف الجهود واستمرار الدعم من قبل كافة الجهات المشاركة. وأضاف: نتطلع إلى تحقيق نتائج أكثر تقدمًا خلال الدورات القادمة، خاصة مع تزايد إقبال الشباب الجامعي على المشاركة في المشروع، وهو ما يعكس وعيهم بأهمية دورهم في بناء المجتمع.
وخلال الاجتماع، تم استعراض التجارب الناجحة لبعض الكليات في تنفيذ المشروع، حيث كانت لكلية الخدمة الاجتماعية تجربة رائدة في محو أمية العديد من الأفراد من خلال تطبيقات عملية تجمع بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي، مما عزز من فرص نجاح المتدربين في اجتياز الاختبارات المعتمدة.
من جانبها، أكدت الأستاذة الدكتورة إيمان عبدالعال، عميد كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة أسيوط، أن الكلية كان لها دور محوري في دعم المشروع، حيث تم إعداد برامج تدريبية متخصصة لطلاب الكلية لتمكينهم من التعامل بفعالية مع المستفيدين من المشروع. وأضافت: العمل الاجتماعي لا يقتصر فقط على تقديم الخدمات، بل يمتد ليشمل تعزيز الوعي والتعليم كأدوات رئيسية لتمكين الأفراد وتحقيق تنمية مستدامة.
وأوضحت أن طلاب الكلية لعبوا دورًا هامًا في توجيه الأميين وتحفيزهم على التعلم، مما ساعد على تحقيق نتائج ملموسة في محو الأمية داخل المجتمع.
كما أكدت أن التكامل بين كلية الخدمة الاجتماعية وبقية الكليات المشاركة بالمشروع أسهم في تبادل الخبرات وتقديم حلول مبتكرة لتحفيز الأميين على الالتحاق بفصول التعليم، لافتةً إلى أن نجاح المشروع في الجامعة يعد نموذجًا يُحتذى به على مستوى الجامعات المصرية.
وناقش الاجتماع عددًا من التحديات التي تواجه تنفيذ المشروع، والتي تتعلق بإقبال الأميين على الالتحاق بفصول محو الأمية، والحاجة إلى مزيد من التوعية بأهمية المشروع، إلى جانب ضرورة توفير حوافز أكبر للطلاب المشاركين لضمان استمرارية العمل بوتيرة قوية.
وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، أن الجامعة تعمل على تذليل كافة العقبات التي قد تواجه تنفيذ المشروع، مشيرًا إلى أن دعم الدولة لهذا الملف يدفع الجميع نحو تحقيق معدلات إنجاز أعلى. وقال: محو الأمية هو تحد وطني يتطلب تكاتف الجميع، ونحن في جامعة أسيوط ملتزمون بالعمل المستمر لتعزيز دورنا في هذا المجال، وإيجاد حلول مبتكرة لتوسيع دائرة المستفيدين.
خرج الاجتماع بعدد من التوصيات المهمة، من بينها:
- تكثيف الحملات التوعوية داخل الجامعة وخارجها لحث المواطنين على الالتحاق بفصول محو الأمية.
- توفير المزيد من الدورات التدريبية للطلاب المشاركين لرفع كفاءتهم في التدريس.
- تعزيز الشراكة بين الجامعة وهيئة تعليم الكبار لضمان استدامة المشروع وتحقيق أهدافه على نطاق أوسع.
كما تقرر عقد اجتماعات دورية لمتابعة تطورات المشروع وتقييم الأداء لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.
في ختام الاجتماع، نقل الأستاذ نادي إبراهيم تحيات الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد لإدارة جامعة أسيوط على اهتمامها الكبير بالمشروع ودعمها المتواصل له، مؤكدًا أن العمل المشترك بين الجامعة والهيئة سيظل نموذجًا يُحتذى به في التكامل بين المؤسسات التعليمية والمجتمعية لخدمة الوطن.
وشهد اللقاء حضور عدد من المسؤولين من فرع أسيوط لتعليم الكبار، منهم الأستاذة مفيدة عادل الأمير، مدير عام مركز المعلومات، والأستاذ خالد المصري، مدير عام إدارة المتابعة، والأستاذ عبداللطيف محمد عبداللطيف، مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام، حيث أكد الجميع على أهمية تفعيل القرارات الصادرة عن الاجتماع لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من المشروع القومي لمحو الأمية.
بهذا، تواصل جامعة أسيوط ريادتها في دعم المبادرات القومية، مجسدة دورها كصرح أكاديمي رائد يضع خدمة المجتمع على رأس أولوياته، ومؤكدة أن قضية محو الأمية ليست مجرد مشروع تعليمي، بل رسالة وطنية تستحق أن تتكاتف جميع الجهود لتحقيقها.
جامعة أسيوط تعزز جهودها في محو الأمية.. اجتماع اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ المشروع القومي