معاناة النازحين في غزة تتفاقم والأونروا تحذر من كارثة إنسانية
تواصل معاناة العائلات النازحة في قطاع غزة وسط دمار واسع وانعدام الخدمات الأساسية، بينما تبذل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا جهودًا مكثفة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين. ومع حلول فصل الشتاء القارس، يواجه آلاف النازحين ظروفًا صعبة، حيث يفتقرون إلى المأوى المناسب وسط اكتظاظ شديد في الملاجئ.
وأكدت الأونروا أن أكثر من 120 ألف نازح يعيشون في 120 ملجأ تابعًا لها في مختلف مناطق القطاع، بينما تم افتتاح 37 ملجأ طارئًا إضافيًا منذ وقف إطلاق النار، من بينها سبعة في مدينة غزة وثلاثون في شمال القطاع. كما تمكنت الوكالة من توزيع مساعدات غذائية لأكثر من 1.5 مليون مواطن، لكنها شددت على الحاجة الملحة لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية نظرًا لحجم الأزمة.
في تطور خطير، اتهمت الأونروا القوات الإسرائيلية باستخدام أحد مراكزها الصحية في بيت لحم كمقر احتجاز، واصفة ذلك بأنه انتهاك صارخ لحرمة منشآت الأمم المتحدة. وأوضحت أن القوات الإسرائيلية اقتحمت مركزًا صحيًا تابعًا لها في مخيم العروب في الثاني عشر من فبراير، وحولته إلى موقع احتجاز، في تصعيد جديد يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
على الصعيد السياسي، جددت الأونروا رفضها لأي خطط تهدف إلى تهجير سكان غزة قسرًا، مؤكدة أن الأمم المتحدة لا يمكنها القبول بمثل هذه السياسات. وأشارت جولييت توما، مديرة الاتصالات في الوكالة، إلى أن حجم الدمار في غزة هائل، وأن إعادة الإعمار تحتاج إلى التزام دولي جاد لمساعدة السكان على استعادة حياتهم الطبيعية، مؤكدة أن القطاع ليس "موقع هدم" كما وصفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ومع استمرار هذه الأوضاع المأساوية، تتزايد المطالبات الدولية بضرورة تكثيف الجهود لإغاثة سكان غزة، ووضع حد للممارسات التي تفاقم من معاناتهم الإنسانية.