د. وليد الدالي: الدوالي عند النساء.. مخاطر خفية تستدعي الانتباه
أكد الدكتور وليد الدالي، أستاذ واستشاري الأوعية الدموية وعلاج القدم السكري بجامعة القاهرة، أنالدوالي لم تعد مجرد مشكلة تجميلية تؤرق النساء، بل تحمل بين طياتها مخاطر صحية تستدعي الانتباه والتعامل الجاد. هذه الحالة التي تصيب الأوردة السطحية في الساقين لا ترتبط فقط بالمظهر، بل قد تتفاقم لتسبب مضاعفات خطيرة تتطلب تدخلا طبيا فوريا.
أضاف الدالي: يرجع ظهور الدوالي إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، يأتي في مقدمتها التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل أو نتيجة استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، إلى جانب الوقوف لفترات طويلة وتأثير العوامل الوراثية، بينما تلعب السمنة دورا رئيسيا في زيادة الضغط على الأوردة وإضعاف جدرانها، مما يؤدي إلى تمددها وظهورها بشكل واضح على سطح الجلد.
وتابع فترة الحمل تمثل تحديا خاصا لصحة الأوردة، حيث يزداد حجم الدم في الجسم، مما يفرض ضغطا إضافيا على الأوردة، فضلا عن تأثير هرمون البروجسترون الذي يتسبب في ارتخاء جدران الأوردة وجعلها أكثر عرضة للتمدد. هذه التغيرات لا تؤدي فقط إلى ظهور الدوالي بشكل ملحوظ، بل قد تتسبب أيضا في مضاعفات خطيرة مثل التورم المزمن في الساقين، وظهور تقرحات جلدية يصعب التئامها، إضافة إلى احتمالية الإصابة بالجلطات الوريدية العميقة التي قد تشكل خطرا كبيرا على صحة المرأة.
وأوضح الدالي أن الوقاية تبدأ من تبني نمط حياة صحي يعتمد على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، مع الحرص على رفع الساقين أثناء الراحة لتحفيز تدفق الدم، فيما يمكن للجوارب الضاغطة أن تكون وسيلة فعالة لتخفيف الضغط على الأوردة وتحسين الدورة الدموية. العلاجات الحديثة مثل الليزر والتردد الحراري أصبحت توفر خيارات آمنة وفعالة للقضاء على الدوالي دون الحاجة إلى تدخل جراحي، مما يمنح المرأة فرصة لاستعادة راحة ساقيها دون ألم أو فترة نقاهة طويلة.
ونبه إلى أهمية الكشف المبكر لا تقل عن أهمية العلاج، حيث إن ظهور أعراض مثل انتفاخ الأوردة أو الشعور بثقل وألم في الساقين يستوجب استشارة الطبيب المختص، فكلما كان التشخيص مبكرا زادت فرص تجنب المضاعفات والحفاظ على صحة الأوردة الدموية.