recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

دماء الشهداء ترسم حدود المجد وتصنع العزة

دماء الشهداء ترسم حدود المجد وتصنع العزة


دماء الشهداء ترسم حدود المجد وتصنع العزة


بقلم: حسن سليم  

يوم الشهيد في مصر ليس مجرد مناسبة سنوية يتم الاحتفال بها، بل هو تجسيد حي لقيم التضحية والفداء التي قدمها أبناء الوطن من أجل الحفاظ على ترابه وصون عزته وكرامته. إنه يوم يحمل في طياته معاني الوفاء لأولئك الذين سطروا بدمائهم أروع الملاحم البطولية، ولم يبخلوا بأرواحهم في سبيل رفعة مصر واستقلالها.  


تحتفل مصر بيوم الشهيد في التاسع من مارس من كل عام، وهو اليوم الذي استشهد فيه الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أثناء تفقده الخطوط الأمامية للجبهة خلال حرب الاستنزاف عام 1969. لم يكن رياض قائدًا عاديًا، بل كان رمزًا للبطولة والتضحية، حيث رفض البقاء بعيدًا عن جنوده، وأصر على أن يكون معهم في الميدان، ليقدم بذلك نموذجًا فريدًا في القيادة والشجاعة.  


يمثل هذا اليوم فرصة لاستحضار تضحيات آلاف الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في مختلف الحروب والمعارك التي خاضتها مصر. كما أن تضحيات الشهداء لم تتوقف عند الحروب التقليدية، بل استمرت في معارك الدفاع عن الأمن القومي ضد الإرهاب والتحديات التي تواجه البلاد.  


لا تقتصر رمزية يوم الشهيد على الجوانب العسكرية فقط، بل تمتد إلى كل من قدم حياته دفاعًا عن مصر في أي مجال، سواء من رجال الشرطة الذين واجهوا الإرهاب، أو من المواطنين الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حماية وطنهم. هؤلاء جميعًا يستحقون أن تبقى أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وأن يُروى للأجيال القادمة قصص بطولاتهم كي تكون نبراسًا يضيء طريق المستقبل.  


تحرص الدولة المصرية على الاحتفال بيوم الشهيد بطريقة تليق بتضحيات الأبطال، حيث يتم تنظيم فعاليات رسمية وشعبية تتضمن وضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول، وإقامة الندوات التثقيفية في المدارس والجامعات، وعرض الأفلام الوثائقية التي تسلط الضوء على ملاحم البطولة والفداء. كما يتم تكريم أسر الشهداء، تقديرًا لما قدمه أبناؤهم من أجل الوطن، في رسالة واضحة تؤكد أن مصر لا تنسى أبدًا من دافعوا عنها وضحوا من أجلها.  


إن أعظم ما يمكن أن نقدمه للشهداء هو أن نحافظ على مصر قوية مستقرة، وأن نواصل مسيرتهم في البناء والتنمية، لأن مصر التي حلموا بها وضحوا من أجلها يجب أن تبقى دائمًا وطنًا يليق بتضحياتهم. فدماؤهم لم تذهب سدى، بل كانت حجر الأساس في صرح العزة والكرامة، وستظل ذكراهم حاضرة في قلوب المصريين جيلاً بعد جيل.  


في يوم الشهيد، نجدد العهد بأن تظل مصر وفية لدماء أبنائها، وأن تبقى رايتها مرفوعة بفضل تضحيات رجالها المخلصين. رحم الله شهداء مصر الأبرار، وجعل ذكراهم نورًا يضيء لنا الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا وأمانًا.

google-playkhamsatmostaqltradent