إمام مسجد العجمي بمنية النصر يطلق مسابقة لتحفيز الأطفال على الاستفادة من خطبة الجمعة
الدقهلية - محمد رمزي مؤنس
في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز الوعي الديني لدى الأطفال وربطهم بالمساجد، أطلق إمام مسجد العجمي بقرية منية النصر في محافظة الدقهلية مبادرة فريدة من نوعها تقوم على تنظيم مسابقة أسبوعية للأطفال عقب صلاة الجمعة، وذلك لاختبار مدى استيعابهم لدروس الخطبة والمفاهيم الدينية التي تناولها الإمام خلال الخطبة.
وتعتمد فكرة المسابقة على طرح أسئلة تتعلق بالموعظة التي ألقاها الإمام، ومن يجيب بشكل صحيح يحصل على مكافأة مالية فورية، وهو ما أضفى على الفكرة جوًا من الحماس والمنافسة الإيجابية بين الأطفال. وأوضح الإمام أن الهدف من هذه المسابقة ليس فقط تشجيع الأطفال على حضور صلاة الجمعة، بل أيضًا تحفيزهم على الاستماع بانتباه وتركيز إلى مضمون الخطبة، وفهم تعاليم الدين الإسلامي بطريقة مبسطة ومحببة تتناسب مع أعمارهم.
وشهدت المسابقة منذ انطلاقها تفاعلًا واسعًا من قبل الأطفال الذين أصبحوا أكثر حرصًا على حضور الخطبة والاستعداد لها، ليس فقط من أجل الفوز بالجائزة، ولكن أيضًا لاكتساب المعرفة والتعلم بأسلوب ممتع وجذاب. ولم تقتصر ردود الفعل الإيجابية على الأطفال فحسب، بل امتدت إلى أولياء الأمور الذين عبروا عن سعادتهم بهذه الفكرة التي تساعد أبناءهم على الاهتمام بالقيم الدينية وتعزيز علاقتهم بالمسجد.
وأكد عدد من الأهالي أن هذه الخطوة ساهمت في توجيه الأطفال نحو استماع الخطبة بجدية وتفاعل، بدلاً من الانشغال باللعب أو الأحاديث الجانبية أثناء الصلاة، وهو ما يعكس نجاح الفكرة في تحقيق هدفها التربوي والديني. كما أشار البعض إلى أن وجود الحافز المادي البسيط ساهم في زيادة الحماس لدى الأطفال، مما يجعلهم أكثر اهتمامًا بمعرفة مضمون الخطبة بشكل أسبوعي.
ويرى عدد من رواد المسجد أن هذه المبادرة تستحق التوسع والتعميم في مختلف المساجد، لما لها من تأثير إيجابي على النشء، حيث إنها تربط الأطفال بالمسجد بطريقة إيجابية وتعزز من وعيهم الديني بشكل سلس ومبتكر.
وأكد الإمام أن الهدف الأسمى ليس فقط تقديم الجوائز، ولكن خلق بيئة تعليمية مشوقة للأطفال داخل المسجد، تساعدهم على استيعاب القيم الإسلامية وتطبيقها في حياتهم اليومية. كما وجه دعوة إلى الأئمة الآخرين لتبني مثل هذه الأفكار التي تساهم في تحقيق تواصل فعال بين الجيل الصغير وتعاليم الدين الحنيف.
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تقديم أفكار مبتكرة داخل المساجد لتعزيز دورها التربوي والدعوي، حيث شهدت بعض المساجد الأخرى مسابقات مشابهة، لكنها تظل محدودة مقارنة بأهميتها الكبيرة في ترسيخ المفاهيم الإسلامية بأسلوب يجذب اهتمام الأطفال ويجعلهم أكثر تفاعلاً مع خطبة الجمعة ورسائلها التوعوية.