الكرم خلق من أخلاق الإسلام
بقلم - عمارة محمد
إن الكرم خلق عظيم من أخلاق هذا الدين الإسلامي الحنيف وصفة طبية وجميلة من صفات هذا الوحي الإلهي وفضيلة دينية ومزية إنسانية و مكرمة أخلاقية، اتصف به الله عز وجل الكريم الجواد وأتصف به سيد الخلق وحبيب الحق رسول الله صلي الله عليه وسلم، والكرم صفة من صفات عظماء الرجال ونبلاء الأبطال.
والكرم يؤلف قلوب الناس حول صاحبه والكريم يحبه الله ويحبه الناس ويكون مقبول علي الأرض والبخيل يبغضه الله ويبغضه الناس ويكون مكروه علي الأرض لا يحبه أحد، مصداقا لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم حين قال (السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة والبخيل بعيد عن الله بعيد عن الناس قريب من النار)، والكريم يكون معظما عند أهله وجيرانه وأصدقائه والبخيل تجده مبغضا عند أهله وجيرانه وأصدقائه.
والنفس دائما بطبيعتها تنفر من البخيل والبخلاء وتتجمع علي الكرم والكرماء، وإذا كنا هنا نتحدث عن الكرم وأهله فلا ننسي موقف الأنصار أهل المدينة مع النبي المختار صلي الله عليه وسلم حينما هاجر إليهم فقدموا له كل وسائل الكرم والجود والبهجة والسرور حيث قدموا له أنفسهم قبل كل شئ فمنهم من قدم له داره ليسكن فيها وهو الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري ومنهم من عرض عليه المال ومنهم من عرض عليه التجارة.
ولقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجود الناس أي أكرم الناس فقد كان أجود من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان أي في شهر رمضان المعظم المبارك، ويكفي أيها القارئ العزيز أن تعلم من كرم الحبيب النبي صلي الله عليه وسلم أنه عزل أمير عن سيادة قومه لا لشئ فيه إنما إنه كان بخيلا فصفة البخل صفة ذميمة يحتقرها الله ورسوله صلي الله عليه وسلم.
ولو تحدثنا عن خلق الكرم في سير الإعلام من الصحابة والتابعين لرأينا عجب العجاب ولكن يكفينا هذا الموقف الجميل كان سيدنا عبدالله أبن جعفر رحمه الله تعالى من أعلام الكرم والجود وكان يقصده الناس لكرمه وسخائه إلي حد أن سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنه لامه علي ذلك الإسراف وقال له: إنك لا تمسك مالاً ولا تدخر لغدك وكان لا بد أن يقول هذا الكلام لأنه زوج أخته السيدة زينب رضي الله عنها بنت الإمام علي رضي الله عنه الموجودة في القاهرة الآن.
فكان جواب عبدالله بن جعفر الحسن بن علي جواب يتجلى فيه إيمانه ويظهر فيه يقينه وتتجسد ثقته في الله عز وجل فقال: إن الله عودني أن يتفضل علي بنعمه وعودته أن أتفضل علي عباده فأخاف إن قطعت عن عباده ما عودتهم عليهم أن يقطع الله عني ما عودني عليه، ففي الختام نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهل الكرم والكرماء وإلا يجعلنا من أهل البخل والبخلاء وأن يتقبل منا صالح الأعمال إنه ولي ذلك والقادر عليه.
(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(2)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(2)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1).jpg)
(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(2)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(2)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1).jpg)