استقرار الأسرة.. مفتاح لمجتمع آمن ومتوازن PDF
بقلم: مني الحديدي
يشهد مجتمعنا اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات العنف الأسري والطلاق، ما أدى إلى زيادة أعداد الأطفال المشردين وضياع الكثير من الأسر. هذه الظواهر ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي مؤشرات خطيرة على تصدع البنية الاجتماعية وغياب قيم المودة والرحمة التي أوصى بها الله تعالى ورسوله الكريم في الحياة الزوجية.
في ظل هذه التحديات، أصبح من الضروري العمل على نشر الوعي والثقافة الأسرية بين الشباب، وتعليمهم كيفية بناء أسرة مستقرة تقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم. الزواج ليس مجرد عقد قانوني، بل هو ميثاق يقوم على السكينة والرحمة، ويتطلب استعدادًا نفسيًا وثقافيًا لإدارة الخلافات بطريقة صحية بعيدًا عن العنف والانفصال السريع.
إن المسؤولية لا تقع على الأفراد وحدهم، بل تتطلب تدخلًا مجتمعيًا مكثفًا من خلال الجامعات والمدارس ودور العبادة ووسائل الإعلام، لتقديم برامج توعوية تعزز قيم الاحترام والحوار بين الأزواج، وتعلمهم أساليب حل المشكلات الزوجية دون اللجوء إلى العنف أو الطلاق. كما يجب أن يكون لكبار العائلات والمجتمع دور في تقديم النصح والإرشاد، وإعادة إحياء ثقافة التسامح والتفاهم بين الأزواج.
إنقاذ ما تبقى من كيان الأسرة يتطلب تضافر الجهود لإعادة الاستقرار إلى البيوت، فغياب الوعي والانسياق وراء المغريات الإعلامية السلبية والأفكار الهدامة لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانهيار الاجتماعي. لنبدأ جميعًا في نشر ثقافة الحب والاحترام، فالمجتمع القوي يبدأ بأسرة مستقرة.
