نوران يحيى عزب دكتورة الغلابة في الإسكندرية.. طب بقلوب إنسانية وكشف لا يتعدى 35 جنيها
وسط زحام الحياة وارتفاع أسعار الخدمات الطبية، تلمع في الإسكندرية نجمة استثنائية في سماء الرحمة، اسمها الدكتورة نوران يحيى عزب، أستاذة الأمراض الصدرية بكلية الطب واستشارية أمراض الحساسية والربو الشعبي، وعضو الجمعية الأوروبية للأمراض الصدرية، التي استحقت عن جدارة لقب دكتورة الغلابة.
رغم مكانتها العلمية الرفيعة، لا يزيد كشفها عن 35 جنيها فقط، في مشهد نادر في زمن أصبحت فيه الرعاية الصحية رفاهية للكثيرين. لكنها ليست فقط طبيبة حاذقة، بل إنسانة تنصت قبل أن تكتب، وتتحسس وجع الناس بصدق. حين يدخل إليها مريض لأول مرة، لا تسأله فقط عن أعراضه، بل عن عمله وظروفه، وتحاول أن تستشف حاله دون أن تجرحه.
اللافت أن كثيرًا من أصحاب الحالات البسيطة يخرجون من عيادتها بروشتة لا يدفعون ثمن دوائها، إذ وفّر لها بعض أهل الخير ورجال الأعمال حسابًا باسمها في الصيدلية الواقعة أسفل العيادة، لتغطي نفقات علاج المرضى غير القادرين دون أن يعرفوا أنهم يتلقون مساعدة.
تكتب الدكتورة نوران علامة صغيرة على الروشتة يعرف بها الصيدلي أن المريض من ضمن هذه الحالات، وحين يذهب المريض لصرف الدواء يُفاجأ بأن الحساب مدفوع كاملًا، في مشهد يختلط فيه الحياء بالامتنان، والطب بالإنسانية.
ما تقدمه الدكتورة نوران هو أكثر من علاج، هو طوق نجاة لكثير من الناس الذين ضاقت بهم السبل، وهو عمل إنساني يجعل منها نموذجًا نادرًا للطبيب الذي لا يداوي الجسد فقط بل يحنو على القلب أيضًا.
لمن يبحث عنها، عيادتها تقع في ٢٤ شارع ابن سعود أمام ترام كليوباترا الصغرى، حيث ما زال هناك أمل بأن الرحمة تسكن العيادات، والطب ما زال يحمل قلبًا.