فرع تعليم الكبار بالشرقية يعزز شراكته مع المجتمع المدني لمحو الأمية برؤية عصرية وتمكين شامل
كتب - حسن سليم
في خطوة جديدة نحو تحقيق رؤية الدولة المصرية للجمهورية الجديدة، جمهورية خالية من الفقر والجهل والمرض، وتجسيدًا لتوجيهات الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار، شهد فرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بمحافظة الشرقية، برئاسة الأستاذ لؤي عبد الله سليم، لقاءً نوعيًا يعكس روح التعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، ويؤكد أن معركة القضاء على الأمية لا يمكن أن تُخاض إلا بتكاتف جميع الأطراف.
جاء اللقاء في إطار الخطة الاستراتيجية الجديدة للهيئة العامة لتعليم الكبار، التي تسعى إلى تطوير مفهوم محو الأمية، وتجاوز الأطر التقليدية إلى نمط وظيفي متكامل يتماشى مع متطلبات العصر، ويعزز من قدرات المواطن المصري على التفاعل مع بيئته الرقمية والمهنية.
فقد استقبل الأستاذ لؤي عبد الله سليم بمكتبه الأستاذة الدكتورة هبة فؤاد أيوب، سيدة الأعمال وممثلة المجتمع المدني، حيث ناقشا سبل التعاون المشترك بين الفرع والمجتمع المدني، وطرح رؤية الهيئة الجديدة التي تضع الإنسان في قلب العملية التعليمية والتنموية.
وأكد الأستاذ لؤي عبد الله خلال اللقاء أن الأمية لم تعد تقتصر على عدم القدرة على القراءة والكتابة فحسب، بل أصبحت تشمل غياب المهارات الحياتية الأساسية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية. وأوضح أن الهيئة في رؤيتها الجديدة تركز على محو الأمية الوظيفية، بما يشمل إكساب المتعلم مهارات التفكير والتحليل والتعامل مع التكنولوجيا وريادة الأعمال، إلى جانب نشر الوعي المجتمعي من خلال محاضرات وندوات تثقيفية وتوعوية.
وأشار إلى أهمية التطرق في هذه الندوات إلى موضوعات محورية تمس واقع المواطن المصري، من بينها الانتماء الوطني وخطورة الزيادة السكانية والسلوكيات المجتمعية الخاطئة، مؤكدًا أن بناء الإنسان المصري لا يتم إلا من خلال تكوين وعي حقيقي بمخاطر التحديات التي تواجه الوطن.
كما أولى اهتمامًا خاصًا بملف ذوي الإعاقة، مؤكدًا أن رؤيتهم جزء لا يتجزأ من رؤية الهيئة، في ظل الجمهورية الجديدة التي لا تقصي أحدًا، وتسعى لتمكين جميع فئات المجتمع، دون استثناء.
من جانبها، شددت الأستاذة الدكتورة هبة فؤاد على أن الأمية خطر حقيقي يهدد أمن واستقرار الأفراد والمجتمعات، مؤكدة أن مساهمة المجتمع المدني في هذه المعركة ضرورة وطنية، وليست مجرد خيار.
وقالت إن الاستثمار في الإنسان هو أعظم استثمار، وأن أي دعم يُوجَّه إلى مجال تعليم الكبار يُعد ركيزة أساسية في التنمية المستدامة، موضحة أن دور رجال وسيدات الأعمال لا يقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، بل يمتد ليشمل المشاركة في المبادرات المجتمعية الكبرى، وعلى رأسها ملف محو الأمية.
وأشادت برؤية الهيئة الجديدة التي تمزج بين التعليم والتمكين، وترفع شعار الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري، مؤكدة أنها سترعى عدة مبادرات في المرحلة المقبلة لدعم جهود الهيئة على مستوى محافظة الشرقية، بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني المحلية والكوادر الفاعلة في الميدان.
وشهد اللقاء حضور عدد من القيادات التنفيذية بفرع الهيئة، من بينهم الأستاذ إسلام سليم مدير مكتب الدكتورة هبة فؤاد، والأستاذة سارة سليم مدير إدارات التخطيط والعلاقات العامة، والأستاذة سلوى إسماعيل مدير إدارات المتابعة والتدريب، حيث تم استعراض آليات تفعيل الشراكة المجتمعية وتحديد أولويات المرحلة المقبلة.
جاء هذا اللقاء ليعكس روح المسؤولية الوطنية والتكامل بين الأجهزة التنفيذية والمجتمع المدني، وليؤكد أن طريق القضاء على الأمية في مصر يمر عبر ممرات متعددة، تبدأ بالتعليم ولا تنتهي عند التمكين، بل تستمر حتى يصير كل مواطن قادرًا على الإنتاج والمشاركة والمساهمة في صناعة مستقبل وطنه.