تعليم الكبار بأسيوط وجمعية أحلام الغد يفتحان أبواب الأمل لذوي الهمم
كتب - عبداللطيف محمد عبداللطيف
توجه وفد من فرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بأسيوط إلى مقر جمعية أحلام الغد لذوي الاحتياجات الخاصة وتنمية المجتمع، وذلك للتنسيق حول سبل التعاون المشترك. ضم الوفد الأستاذ نادي إبراهيم عبدالعال، مدير عام فرع أسيوط، والأستاذ خالد المصري، مدير عام إدارة المتابعة، والأستاذ محمد صديق، مدير الشؤون الإدارية، وكان في استقبالهم الدكتورة سعدية نور الدين حجازي، دكتوراه في الصحة النفسية والتخاطب، ورئيس مجلس إدارة الجمعية.
وتأتي هذه المبادرة تنفيذًا لرؤية الأستاذ الدكتور عيد عبدالواحد، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، الذي يؤكد دومًا أن التعليم ليس فقط أداة للمعرفة، بل وسيلة للارتقاء بمستوى المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية، مشددًا على أن الهيئة تولي اهتمامًا بالغًا بدعم القرى والمجتمعات الأكثر احتياجًا، عبر شراكات نوعية مع مؤسسات المجتمع المدني النشطة في الميدان.
وقد تضمن اللقاء جولة تفقدية داخل مقر الجمعية، شملت معرض الأسر المنتجة الذي يعكس قدرات ذوي الهمم في تقديم منتجات متميزة ومشروعات صغيرة تُسهم في تحسين دخولهم وتعزيز اندماجهم في المجتمع. وأبدى وفد الهيئة إعجابه بالجهود المبذولة داخل الجمعية، والتي تمثل نموذجًا يحتذى به في العمل الأهلي القائم على تمكين الإنسان، لا سيما أصحاب القدرات الخاصة.
وعن تفاصيل التعاون، أوضح الأستاذ نادي إبراهيم أن هذا البروتوكول يعد خطوة استثنائية ضمن مسيرة الهيئة نحو ترسيخ مفهوم الشراكة المجتمعية، مشيرًا إلى أن الهيئة في فرع أسيوط تبنّت سياسة الانفتاح على مؤسسات المجتمع المدني الجادة، خاصة تلك التي تعمل على تأهيل وتمكين ذوي الهمم، قائلاً: "إننا نؤمن بأن لكل إنسان الحق في التعليم، ومهمتنا كهيئة أن نذلل كافة العقبات أمام وصول هذه الفئة إلى فرص التعليم والتدريب".
وأضاف إبراهيم أن البروتوكول يهدف إلى فتح فصول تعليمية وتأهيلية داخل مقر الجمعية، لتقديم برامج محو الأمية والتأهيل المهني لذوي الهمم، بالشكل الذي يتوافق مع احتياجاتهم وقدراتهم، مؤكدًا أن الهيئة ستقدم كل ما يلزم من دعم لوجيستي وفني لضمان نجاح التجربة.
ومن جانبها، رحبت الدكتورة سعدية نور الدين بالتعاون مع الهيئة، واعتبرته شراكة حقيقية تستهدف بناء الإنسان، مشيرة إلى أن الجمعية لطالما آمنت بأن التعليم هو حجر الأساس في تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلة: "نحن لا نقدم خدمات رعوية، بل نعمل على تحقيق الدمج الكامل لهذه الفئة، ومن هنا تأتي أهمية هذا التعاون مع هيئة تعليم الكبار التي فتحت أمامنا أفقًا جديدًا للتمكين المعرفي والمجتمعي".
وأضافت الدكتورة سعدية أن الجمعية ستوفر البيئة المناسبة لإقامة الفصول التعليمية، وستقدم الدعم النفسي والاجتماعي للمستفيدين، مؤكدة أن العمل مع هيئة تعليم الكبار يعزز من فرص الدمج المهني والاجتماعي ويكسر حاجز العزلة الذي يعاني منه كثير من ذوي الهمم.
ويُذكر أن توقيع هذا البروتوكول جاء في سياق التوصيات التي خرج بها اللقاء التنسيقي الذي جمع الأستاذ الدكتور عيد عبدالواحد مع معالي اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، والذي أكد بدوره على ضرورة إشراك كل المؤسسات في دعم خطط التنمية، وخاصة في قطاع محو الأمية وتعليم الكبار.
هذا التعاون الجديد لا يُعد فقط خطوة إدارية، بل هو تجسيد لروح جديدة تنبض بها الهيئة العامة لتعليم الكبار، حيث يتحول التعليم من مجرد فصول وكتب إلى بوابة للتمكين والكرامة الإنسانية. ومن خلال دعم ذوي الهمم، ترسل الهيئة رسالة واضحة مفادها أن كل إنسان على أرض مصر له مكان ودور، وله أيضًا حق أصيل في المعرفة والحياة الكريمة.
