الرئيس السيسي يدعو رجال الأعمال القطريين لتعزيز استثماراتهم في مصر خلال لقاء موسع بالدوحة
كتب - يوسف جلال
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة، بممثلي مجتمع الأعمال القطري، في لقاء موسع شهد حضورًا رفيع المستوى من الجانب القطري، على رأسهم الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، والسيد علي بن أحمد الكواري وزير المالية، والسيد عبد الله بن حمد العطية وزير البلدية، والدكتور أحمد بن محمد السيد وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية، إلى جانب الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر، وممثلين عن غرفة التجارة ورابطة رجال الأعمال القطريين، إضافة إلى عدد من كبرى الشركات القطرية.
وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي استهل اللقاء بالتأكيد على التحديات الاقتصادية العالمية التي مر بها العالم خلال السنوات الأخيرة، بدءًا من تداعيات جائحة كورونا، مرورًا بتقلبات أسواق الغذاء والطاقة، وصولًا إلى الأزمات التجارية العالمية الحالية. وشدد الرئيس على أهمية التعاون العربي لتعزيز التكامل الاقتصادي، مؤكداً الدور الحيوي لمجتمع الأعمال في تحقيق هذه الأهداف.
وفي هذا السياق، وجه الرئيس دعوة مباشرة لرجال الأعمال القطريين لتوسيع استثماراتهم في مصر، مشيرًا إلى أن البلاد توفر بيئة استثمارية جاذبة، مدعومة بموقع جغرافي مميز، وقوى عاملة ماهرة، وتكلفة تنافسية، إضافة إلى أسعار طاقة مناسبة، واتفاقيات تجارة حرة تربطها بدول عربية وإفريقية، وبنية تشريعية مشجعة. واستعرض الرئيس أبرز الفرص الاستثمارية في مصر، في قطاعات التكنولوجيا، والصناعات التحويلية، والطاقة الجديدة والمتجددة، والسياحة، وغيرها، مع التركيز على الشراكة في مشروعات توطين الصناعة والذكاء الاصطناعي.
وأكد الرئيس على أن مصر تتمتع ببيئة مستقرة وآمنة مواتية للاستثمار، بفضل وعي المجتمع المصري وأهمية الحفاظ على الأمن، وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس استعرض أيضًا جهود مصر في تطوير البنية التحتية، وبناء المدن الذكية، وتحديث منظومة النقل والموانئ، وتدشين مراكز لوجستية متكاملة، وفي هذا الإطار، قدّم المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، عرضًا شاملًا لما أنجزته مصر خلال العقد الماضي.
مشيرًا إلى استثمار 550 مليار دولار في البنية التحتية، بما يشمل إنشاء 7000 كيلومتر من الطرق، وموانئ جديدة، و24 مدينة، مؤكداً أن الحكومة تسعى لخلق مناخ استثماري تنافسي، من خلال سياسات نقدية ومالية وتجارية متوازنة تهدف لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، وزيادة الصادرات إلى 145 مليار دولار بحلول 2030، ورفع تصنيف مصر ضمن مؤشرات التجارة العالمية.
وتناول اللقاء حوارًا تفاعليًا بين الرئيس ورجال الأعمال القطريين، حيث طمأن الرئيس السيسي المستثمرين على استقرار سوق العملة وتحويل الأرباح، مشيرًا إلى أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لتسهيل إجراءات الاستثمار من خلال نظام الشباك الواحد والرخصة الذهبية.
كما دعا الرئيس المستثمرين القطريين للمساهمة في تطوير الموانئ والمحطات اللوجستية التي أنشأتها الدولة للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، بالإضافة إلى مشروعات الاستصلاح الزراعي، وتوطين صناعة السيارات، خاصة الكهربائية منها، إلى جانب مجالات التعليم، الصحة، السياحة، الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة الجديدة والمتجددة، بهدف الوصول إلى نسبة 42% من إنتاج الطاقة بحلول 2030.
وفي ختام اللقاء، أكد الرئيس السيسي أن العلاقات الاقتصادية المصرية-القطرية شهدت تطورًا نوعيًا في السنوات الأخيرة، موجّهًا رسالة ودية إلى رجال الأعمال القطريين بأن مصر ترحب بهم كشركاء في مسيرة التنمية والازدهار.