جنايات المنصورة تحيل عم إلى المفتي بعد قتله نجل شقيقه
في مشهد دموي هز أرجاء مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، قررت محكمة جنايات المنصورة إحالة أوراق متهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في تنفيذ حكم الإعدام بحقه، بعد إدانته بقتل نجل شقيقه بسبب خلاف على سور مشترك. المحكمة حددت جلسة السابع والعشرين من مايو المقبل للنطق بالحكم.
صدر القرار القضائي عن هيئة المحكمة برئاسة المستشار ياسر بدوي سنجاب وعضوية المستشارين محمد حسن السيد عاشور ومحمد صلاح البرعي، وذلك بعد أن ثبت تورط المتهم في جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد.
القضية التي حملت الرقم 16643 لسنة 2024 جنايات مركز السنبلاوين تعود وقائعها إلى يوم العشرين من يونيو من العام نفسه، حين اشتعل خلاف عائلي بين الطرفين حول حدود سور، سرعان ما تحول إلى معركة دامية انتهت بطعنة نافذة في الصدر أودت بحياة المجني عليه محمود عبد اللطيف حامد عبد المقصود.
النيابة العامة، برئاسة المستشار فخري خيري المحامي العام الأول لنيابة جنوب المنصورة الكلية، كانت قد أحالت ثلاثة متهمين إلى المحاكمة، هم فضل حامد عبد المقصود محمد البالغ من العمر ثمانية وستين عامًا والمحبوس على ذمة القضية، ونجليه أحمد الهارب من العدالة، وحاتم الذي يخضع للحبس الاحتياطي.
التحقيقات كشفت عن تفاصيل مأساوية، إذ تبين أن المتهمين خططوا للجريمة بإحكام، وجهزوا أسلحة بيضاء منها سكين وحديدة وعصا خشبية، وفي لحظة غدر استدرجوا المجني عليه إلى مسرح الجريمة، حيث سدد له المتهم الأول طعنة قاتلة بينما شارك الآخران في التهديد والتحريض.
شهادات الشهود رسمت صورة واضحة للجريمة، بدءًا من الابنة ضحى محمود التي رأت والدها يُطعن أمام عينيها، وصولًا إلى عدد من الأهالي الذين أكدوا أن المتهمين الثلاثة كانوا مجتمعين وقت ارتكاب الجريمة، مرددين عبارات تحريضية وتهديدات بالقتل.
إحدى الشهادات المؤثرة جاءت من عامل خدمات حاول منع المتهمين من التعدي على المجني عليه، حيث أشار إلى أن المتهم الرئيسي قال له بعبارة صادمة إنه سيدخله القبر بنفسه إن لم يخضع لمطالبه.
وأكدت تحريات الأجهزة الأمنية بقيادة رئيس مباحث المركز حينها، أن الواقعة تمت عن عمد وترصد، وأن المتهمين تصرفوا بنية واضحة لإزهاق روح المجني عليه، مدفوعين بخلاف عائلي لم يرق لهم حله بالحوار.
النيابة وجهت للمتهمين اتهامات متعددة، أبرزها القتل العمد مع سبق الإصرار، وحيازة أسلحة بيضاء دون ترخيص، استنادًا لنصوص المواد 230 و231 من قانون العقوبات، وغيرها من المواد القانونية ذات الصلة.
قضية تعيد إلى الواجهة خطورة تحول الخلافات العائلية البسيطة إلى جرائم قتل مأساوية حين يغيب العقل ويتحدث السلاح. بينما ينتظر المتهمون مصيرهم في قفص الاتهام، تبقى قرية البشنيني التي شهدت الجريمة غارقة في الصدمة، تردد سؤالًا واحدًا.. كيف تحوّل العم إلى قاتل؟