recent
أخبار ساخنة

رحيل سيدة القرآن بالمنيا: وزير الأوقاف ينعى الشيخة محاسن عبد الحميد بعد مسيرة من العطاء والإخلاص

 

رحيل سيدة القرآن بالمنيا: وزير الأوقاف ينعى الشيخة محاسن عبد الحميد بعد مسيرة من العطاء والإخلاص

رحيل سيدة القرآن بالمنيا: وزير الأوقاف ينعى الشيخة محاسن عبد الحميد بعد مسيرة من العطاء والإخلاص


كتب: مصطفى الكومي


بكلمات تنبض بالحزن والتقدير، ودّع الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، واحدة من أعلام تحفيظ القرآن الكريم في صعيد مصر، حيث نعى رحيل الشيخة محاسن عبد الحميد مصطفى منصور، أقدم محفظة للقرآن الكريم بقرية أبو قرقاص البلد بمحافظة المنيا، والتي غيّبها الموت عن عمر ناهز الثمانين عامًا، بعد رحلة عمر حافلة بالعطاء في خدمة كتاب الله.


في منشور مؤثر بثته الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف، عبّر الوزير عن بالغ حزنه لرحيل سيدة كرّست حياتها لحفظ وتعليم كلام الله، ووهبت سنوات عمرها لتنشئة أجيال من الحفّاظ، حتى تحوّل بيتها إلى منارة للعلم والقرآن، تنبعث منها قيم الإيمان والإخلاص، وتضيء الطريق لكل من قصدها طالبًا للعلم.


الشيخة محاسن لم تكن مجرد محفظة لكتاب الله، بل كانت مدرسة في الصبر والاحتساب، ومَثلًا نادرًا للمرأة التي آثرت أن يكون عطاؤها في صمت، وتأثيرها في عمق. تخرّج على يديها العشرات من الحافظات والحفاظ، وكانت سيرتها العطرة تسبقها في كل مجلس، ويكفي أنها أوصت بتحويل منزلها إلى مركز دائم لتحفيظ القرآن، في مشهد يجسّد قمة الوفاء للرسالة التي عاشت من أجلها.


وزير الأوقاف وجّه عزاءً خالصًا إلى أسرة الفقيدة، وتلاميذها، وكل من نهل من علمها، داعيًا الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يجعلها في معية أهل القرآن الذين اصطفاهم الله لمكانة خاصة عنده، وأن يُجري أجرها في كل من تعلم منها، وسار على دربها.


رحلت الشيخة محاسن، لكن ذكراها ستبقى، محفورة في قلوب من حفظوا القرآن على يديها، وفي كل صوت يردد آية تعلمها داخل جدران بيتها. لم تكن مشهورة في وسائل الإعلام، لكنها كانت مشهورة في السماء، بصوتها الندي، وقلبها المعلق بكلمات الله.


في زمن يمضي فيه الكثيرون دون أثر، كانت هي الأثر، وكانت الرسالة، وكانت الحضور الذي لا يغيب.


رحم الله سيدة القرآن، وجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وبارك في إرثها القرآني، وجعله صدقة جارية تفيض نورًا إلى يوم الدين.


google-playkhamsatmostaqltradent