"مسار".. دليل ذكي يعيد رسم خريطة السياحة المصرية بأنامل ثلاث طالبات من جامعة القاهرة
كتبت - آلاء عبد الحميد محمد
في خطوة تُمثل تلاقي الإبداع الشبابي مع التكنولوجيا الحديثة، أطلقت ثلاث طالبات من كلية اللغات والترجمة بجامعة القاهرة مشروعًا طموحًا قد يُعيد تشكيل تجربة السائح داخل مصر، من خلال تطبيق إلكتروني ذكي يحمل اسم "مسار".
المشروع، الذي ابتكرته الطالبات يارا محمد، جينا ماريو، ورويدا خالد، جاء ليكون بوصلة رقمية موجهة للسياح، تُغنيهم عن الحاجة إلى خدمات الشركات السياحية التقليدية. فبلمسة واحدة على الهاتف المحمول، يجد السائح بين يديه دليلاً متكاملاً يرشده إلى أهم المعالم السياحية في مصر، مع باقة مختارة من الفنادق والمطاعم والمقاهي والأنشطة الترفيهية، مُقدمة بثلاث لغات: العربية، الإنجليزية، والإسبانية.
ما يميز "مسار" ليس فقط تنوع محتواه ودقته، بل روحه المجانية؛ فالتطبيق مفتوح للجميع دون أي رسوم، في محاولة لجعل زيارة مصر تجربة أكثر انسيابية ومتعة، خاصة للزوار من مختلف الثقافات والجنسيات.
انطلقت الفكرة من إيمان هؤلاء الطالبات بدور جيل الشباب في دعم القطاعات الحيوية، وعلى رأسها السياحة، باعتبارها واحدة من أهم روافد الاقتصاد الوطني. وقد حرصن من خلال مشروع تخرجهن على تقديم نموذج عملي يجمع بين الحداثة والهوية، ويجعل من "مسار" رفيقًا رقمياً يرافق السائح خطوة بخطوة، مُزودًا بالمعلومات والتفاصيل الدقيقة لكل موقع يزوره، دون الحاجة إلى مرشد بشري.
لا يُعد "مسار" مجرد تطبيق إلكتروني، بل هو رؤية جديدة للسياحة في مصر، رؤية ترتكز على الإبداع والمعرفة والانفتاح على الآخر. وقد بدأ صدى هذا المشروع يتردد بالفعل داخل الأوساط الأكاديمية والسياحية، كونه يجمع بين الجهد الطلابي والتوظيف الذكي للتكنولوجيا.
التجربة تؤكد من جديد أن طلاب الجامعات ليسوا فقط متلقين للمعرفة، بل صُنّاع لها، وأن مستقبل السياحة في مصر قد يبدأ بخطوة صغيرة من داخل قاعة محاضرات، لكنه قد يصل إلى العالم كله عبر شاشة هاتف.
