جامعة أسيوط تبحث آفاق التعاون العلمي مع روسيا في ورشة عمل دولية بالقاهرة
كتب - حسن سليم
في خطوة جديدة لتعزيز التعاون الدولي وتوسيع آفاق الشراكات البحثية، شاركت جامعة أسيوط في ورشة العمل العلمية التي نظمتها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا تحت عنوان **"الحوار العلمي الروسي المصري وسط ديناميكية دولية جديدة"**، وذلك بالتعاون مع معهد الدراسات الشرقية بالأكاديمية الروسية للعلوم ومركز بريماكوف الروسي للتعاون الدولي، وبإشراف الدكتورة جينا سامي الفقي، القائم بأعمال رئيس الأكاديمية.
ورشة العمل، التي احتضنها مقر الأكاديمية بالقاهرة، شهدت مشاركة واسعة من نخبة العلماء والباحثين من الجانبين المصري والروسي، حيث ناقشوا سبل تطوير التعاون المشترك في مجالات حيوية تشمل الطاقة، والطب، والزراعة، وعلوم الحاسوب، وأبحاث المياه، بما يواكب التغيرات العالمية المتسارعة، ويخدم أهداف التنمية المستدامة.
وأكد الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، أن مشاركة الجامعة في هذه الفعالية تعكس حرصها على أن تكون جزءاً فاعلاً من الحراك العلمي الدولي، لاسيما مع دول تربطها بمصر علاقات استراتيجية كروسيا. وأضاف أن الورشة تأتي في توقيت دقيق، في ظل عضوية مصر وروسيا في مجموعة BRICS+، ما يمنح مثل هذه الحوارات العلمية أهمية خاصة وفرصاً واعدة للتكامل والتمويل المشترك.
وضم وفد جامعة أسيوط المشارك في الفعالية كلاً من الدكتور عادل عبده حسين، عميد كلية تكنولوجيا صناعة السكر والصناعات التكاملية، والدكتور عاطف النقيب، وكيل معهد علوم المواد والنانو تكنولوجي ومنسق العلاقات مع الجامعات الروسية، إضافة إلى الدكتور صالح محمود إسماعيل، رئيس قسم الأراضي بكلية الزراعة.
وشهدت الورشة جلستين رئيسيتين؛ الأولى تناولت سبل تعزيز التعاون في مجالات الطب والطاقة، بينما ركزت الجلسة الثانية على التعاون في التقنيات الرقمية وأبحاث المياه. وأكد الباحثون من كلا الجانبين ضرورة توسيع أطر الشراكة لتشمل الدراسات العليا، وتبادل الباحثين، والمهمات العلمية قصيرة الأجل، وكذلك المشروعات البحثية التطبيقية التي تسهم في تطوير الصناعات الوطنية وتفتح آفاقاً للتصدير.
من جانبه، قدم الدكتور عادل عبده عرضاً حول مجالات التعاون المقترحة في تخصصات الكلية البينية، مشيراً إلى إمكانية إنتاج صناعات جديدة ذات جدوى اقتصادية قابلة للتصدير أو الاستخدام المحلي. كما تحدث الدكتور عاطف النقيب عن أهمية برامج الماجستير المشترك في علوم المواد والنانو تكنولوجي، وأبرز فرص التبادل الأكاديمي مع الجامعات الروسية. بينما استعرض الدكتور صالح إسماعيل إمكانات التعاون في تقنيات الري الذكي، وكفاءة استخدام المياه في القطاع الزراعي، خاصة في المناطق الصحراوية.
الجانب الروسي بدوره، أبدى ترحيبه الكبير بالمقترحات المصرية، مؤكداً رغبته في توسيع الحوار واستمراره، مع الاتفاق على تنظيم فعاليات علمية مشتركة مستقبلية سواء في روسيا أو مصر، بالإضافة إلى عقد لقاءات افتراضية لبحث المشاريع المقترحة ووضع استراتيجية مشتركة لتفعيلها.
الورشة تمثل لبنة جديدة في بناء جسر علمي متين بين مصر وروسيا، يعكس الطموحات المشتركة في الابتكار والبحث العلمي، ويؤسس لمستقبل تعاون واعد يخدم القضايا الوطنية والإقليمية والدولية في آنٍ واحد.