عودة ملكة البحر.. موسم التونة البيضاء ينطلق مبكرًا في دمياط
بألوانها الفاتحة وطعمها المميز، عادت التونة البيضاء لتتربع على عرش الأسواق في دمياط، معلنة بدء موسم ينتظره الصيادون والتجار والأهالي بشغف كل عام، حيث يعتبرونه موسم الخير الذي لا يخذلهم.
انطلقت رحلات الصيد مبكرًا هذا العام، متجاوزة مخاوف التغيرات المناخية التي أربكت التوقعات، إذ ظهرت التونة البيضاء قبل موعدها المعتاد في منتصف يونيو، لتزاحم الأسماك الأخرى على منصات البيع في الأسواق الشعبية والمحال المتخصصة.
محمد الصردي، أحد بائعي الأسماك، عبّر عن سعادته بانطلاق الموسم مبكرًا، مشيرًا إلى أن الإقبال على الشراء كان لافتًا منذ اللحظات الأولى. وأوضح أن التونة البيضاء تتمتع بقيمة غذائية مرتفعة ووزنها الخفيف، مما يسهل صيدها ويزيد من جاذبيتها للمشترين.
وأكد أن الموسم الحالي يحمل بشائر خير، حيث ارتفعت حركة البيع سريعًا مع استقرار الأسعار، إذ يباع الكيلو بسعر العام الماضي دون زيادة، ما شجع المواطنين على الإقبال، خاصة أولياء الأمور الذين يبحثون عن وجبات صحية تعزز التركيز خلال موسم الامتحانات.
وأوضح أن التونة البيضاء لا يتجاوز وزنها غالبًا 16 كيلوجرامًا، ما يجعلها سهلة التداول والبيع، مشيرًا إلى أن قيمتها لا تقتصر على مذاقها الطيب، بل تشمل فوائدها الصحية التي تجعلها خيارًا مثاليًا لكبار السن ومرضى المفاصل.
من جانبه، أكد أحد التجار أن التونة البيضاء أصبحت سلعة تصديرية بامتياز، تفتح لتجار دمياط أبوابًا في الأسواق الأوروبية، حيث تعتبر من الأسماك ذات القيمة الاقتصادية العالية، ما يمنح الموسم بعدًا آخر يتجاوز السوق المحلي.
أما سمر السكري، وهي ربة منزل، فقد تحدثت عن طرق طهي التونة البيضاء، قائلة إن صينية التونة والمدفونة هما الطريقتان الأشهر لتحضيرها في دمياط، فيما تلجأ بعض الأسر إلى تعليبها منزليًا للاحتفاظ بها أطول فترة ممكنة.
وأضاف محمود رزق، عامل في مجال الأثاث، أنه يحرص على توفير التونة البيضاء لأبنائه خلال فترة الامتحانات لما تحتويه من عناصر غذائية تدعم التركيز وتعالج آلام العظام، مؤكدًا أن هذا النوع من الأسماك أصبح جزءًا من طقوس دمياط السنوية.
عودة التونة البيضاء لم تأتِ فقط كخبر موسمي، بل جاءت كعنوان للرزق والبهجة في أوساط الدمياطيين، الذين يتعاملون معها ككنز طبيعي له مذاق خاص، ونكهة لا تُقاوم.