في عملية سرية.. إسرائيل تستعيد أرشيف إيلي كوهين ووصيته الأخيرة تكشف مشاعره قبل الإعدام
في عملية وصفت بالمعقدة، أعلن جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" بالتعاون مع مكتب رئيس الوزراء عن نجاحهما في استعادة الأرشيف الرسمي السوري الخاص بالجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أُعدم في دمشق عام 1965، وذلك بعد عقود من الجهود الاستخباراتية المستمرة.
ووصف رئيس الموساد، ديفيد برنياع، هذه العملية بأنها "اختراق استخباراتي كبير"، مؤكداً أنها تفتح الباب أمام خطوة أخرى نحو كشف اللغز الأهم: **أين دُفن كوهين؟**
الأرشيف الذي تم استرداده يتضمن نحو 2500 وثيقة أصلية، وصورًا ومقتنيات شخصية، لكن اللافت بينها كانت **وصية كوهين المؤثرة التي كتبها لزوجته قبل تنفيذ حكم الإعدام**، والتي تعكس اللحظات الأخيرة لرجل كان يعلم أن النهاية تقترب، وقرر أن يترك كلماته كجسر وداع لعائلته.
قال كوهين في رسالته الأخيرة لزوجته ناديا:
*اعتني بنفسك وبأولادنا، لا تحرميهم من شيء، ولا تحرمي نفسك من الحياة... يمكنك أن تتزوجي من غيري، كي لا يُحرم أولادنا من وجود أب في حياتهم، أرجوكِ ألا تظلي أسيرة الماضي، بل فكري في المستقبل.*
وأضاف: *أوصيكم أن تبقوا على صلة مع العائلة، وابعثي سلامي وقبلاتي الأخيرة لكل من أحببت، لا تنسوا الدعاء لروحي.*
وتعتبر هذه الوثيقة أحد أبرز الشواهد الإنسانية التي تكشف الجانب العاطفي في حياة كوهين، الذي طالما ظل اسمه مثار جدل في ملفات الجاسوسية في الشرق الأوسط، بعدما نجح في اختراق مستويات عليا من القيادة السورية في ستينيات القرن الماضي، قبل أن يُكتشف أمره ويُعدم شنقاً في ساحة المرجة بدمشق.
العملية الإسرائيلية تأتي ضمن جهود مستمرة لاستعادة رفات كوهين، وسط مطالبات متكررة من عائلته بضرورة الكشف عن مكان دفنه، وهو الأمر الذي ترفضه السلطات السورية حتى الآن.
الموساد، الذي اكتفى بالتلميح إلى تفاصيل قليلة عن العملية، أشار إلى أن عملية الاستعادة تمت في ظروف بالغة السرية والدقة، ويُعتقد أن الأرشيف نُقل إلى تل أبيب لتحليله، تمهيداً لاستخدامه في الضغط السياسي والدبلوماسي على أطراف إقليمية بشأن ملف رفات كوهين.
إيلي كوهين، الذي تنكّر في شخصية رجل أعمال عربي باسم "كامل أمين ثابت"، استطاع خلال فترة تجسسه أن يقترب من قادة بارزين في سوريا، وقدم معلومات اعتبرتها إسرائيل لاحقًا ذات دور حاسم في حرب 1967.
مع هذا الكشف الجديد، يعود اسم كوهين إلى الواجهة مجددًا، لكن هذه المرة من بوابة **الوثائق الشخصية والوصية الإنسانية**، التي أضاءت جانبًا خفيًا من حياة رجل عاش بين الخداع والسياسة، وانتهى إلى الإعدام... تاركًا وراءه كلمات وداع لا تزال تحمل أصداءً عاطفية بعد مرور أكثر من نصف قرن.
رأس الدكتور أيمن الشهابي، محافظ دمياط، صباح اليوم، الاجتماع التحضيري لانطلاق ورش عمل "استراتيجية التنمية المحلية للمدن"، وذلك في إطار مشروع "حيّنا" للتنمية الحضرية، الذي يُنفذ في محافظتي دمياط وقنا بالشراكة بين برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN Habitat) ووزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ممثلة في الهيئة العامة للتخطيط العمراني، وبدعم من وزارة الدولة للشؤون الاقتصادية السويسرية.
شهد الاجتماع حضور المهندسة شيماء الصديق نائب المحافظ، واللواء عبد الله عاشور السكرتير العام المساعد، والدكتور عمرو حنفي مستشار المحافظ لنظم المعلومات المكانية والمتحدث الرسمي للمحافظة، والدكتورة نهال المغربل عضو مجلس الشيوخ وخبيرة الاقتصاد، إلى جانب ممثلي موئل الأمم المتحدة، من بينهم لمياء مليجي مدير برنامج التنمية المحلية والسياسات، ويارا هلال معاون البرنامج، ومحمد رمضان المنسق المحلي لمشروع "حيّنا".
وتخلل الاجتماع استعراض ملامح استراتيجية التنمية الاقتصادية التي ستشكل محور ورش العمل على مدار اليومين القادمين، بمشاركة محافظ قنا وعدد من ممثلي الجهات التنفيذية والفنية في المحافظتين. وأعرب محافظ دمياط عن ترحيبه باستضافة المحافظة لهذا الحدث الهام، مشيرًا إلى أن ورش العمل تمثل منصة حيوية لتبادل الرؤى والخبرات وتحليل الوضع الراهن بما يدعم أهداف التنمية المستدامة.
كما ناقش المحافظ عددًا من المؤشرات الاقتصادية والتصورات المتعلقة بالمخططات الاستراتيجية القائمة، والتي تسعى إلى إحداث نقلة نوعية في التنمية الاقتصادية المحلية، عبر تبني تدخلات عملية تُترجم إلى مشاريع تنموية قابلة للتنفيذ. وأكد الدكتور أيمن الشهابي أهمية التعاون المشترك في إطار المشروع، خاصة فيما يتعلق بدعم المخططات التنموية للمحافظة، ومواجهة التحديات المرتبطة بالبنية التحتية والخدمات العامة، والعمل على إعادة تخطيط المناطق بما يحقق رؤية متكاملة وشاملة للتنمية المستدامة.
وتُعد ورش العمل المرتقبة خطوة محورية نحو تعزيز التنمية المتكاملة على مستوى المدن، مستندة إلى نهج تشاركي يجمع بين المؤسسات الحكومية والخبراء الدوليين والمحليين، بما يضمن توافق المخططات مع احتياجات المواطنين، ويعزز فرص الاستثمار وتحسين جودة الحياة.
