"دولابكو".. حملة طلابية بجامعة القاهرة لمواجهة الموضة السريعة وتشجيع الاستهلاك المستدام في عالم الأزياء
كتب - حسن سليم
في إطار مشروعات التخرج التي تعكس وعيًا طلابيًا متناميًا بقضايا البيئة والمجتمع، أطلق عدد من طلاب كلية الإعلام – جامعة القاهرة (شعبة اللغة الإنجليزية – قسم العلاقات العامة والإعلان)، حملة توعوية مبتكرة تحمل عنوان "دولابكو"، تهدف إلى مواجهة ظاهرة الموضة السريعة التي باتت تشكل خطرًا بيئيًا واجتماعيًا على المستويين المحلي والعالمي.
الحملة، التي تأتي كجزء من مشروع التخرج لهؤلاء الطلاب، تسعى إلى تسليط الضوء على الأضرار الجسيمة التي تنتج عن الإفراط في استهلاك الملابس السريعة، ودعوة الجمهور المصري، خاصة فئة الشباب، إلى تبني نمط أكثر وعيًا واستدامة في اختياراتهم المتعلقة بالأزياء.
ويُعد مفهوم الموضة السريعة من أبرز التحديات البيئية التي لم تُسلّط عليها الأضواء بالقدر الكافي في المجتمعات العربية، إذ تقوم هذه الصناعة على إنتاج كميات ضخمة من الملابس في فترات قصيرة، بهدف مواكبة التغيرات المتسارعة في صيحات الموضة. لكن هذا النمو المتسارع يأتي على حساب البيئة وحقوق العمال، حيث تُستهلك كميات هائلة من المياه، وتُستخدم مواد كيميائية ضارة، وتُنتج كميات كبيرة من النفايات التي ينتهي بها المطاف غالبًا في مكبات القمامة.
وتنطلق حملة "دولابكو" من إيمان طلابي بأن التغيير الحقيقي يبدأ من التوعية، وأن المستهلك يملك قوة مؤثرة في توجيه السوق نحو الاستدامة. ولذلك، يعتمد الفريق على استراتيجيات إعلامية مبتكرة، تشمل إنتاج محتوى بصري وتفاعلي يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل إنستجرام وتيك توك وفيسبوك، بهدف جذب فئة الشباب والتأثير في سلوكهم الاستهلاكي.
يركّز محتوى الحملة على تعريف الجمهور بمصطلح "الموضة السريعة"، وشرح أضرارها البيئية والإنسانية، إلى جانب تقديم بدائل عملية، مثل إعادة التدوير، والتبرع بالملابس، واقتناء قطع مستدامة وعالية الجودة بدلاً من شراء كميات كبيرة من الملابس زهيدة السعر وسريعة التلف.
كما تسعى الحملة إلى التعاون مع مصممين محليين ومبادرات قائمة في مجال الموضة المستدامة، وذلك لتوسيع نطاق التأثير المجتمعي، ونقل التجارب الملهمة إلى جمهور أوسع. كذلك يعمل الفريق على نشر ثقافة "الاختيار الذكي"، التي تدعو المستهلك إلى التفكير في أصل القطعة التي يشتريها، ومدى تأثيرها على الكوكب.
ومن بين الفئات التي تستهدفها الحملة: طلاب الجامعات، والمستهلكون النشطون عبر الإنترنت، ومتابعو المؤثرين في مجال الأزياء، بالإضافة إلى المهتمين بالبيئة والاقتصاد الأخضر. وتضع "دولابكو" على رأس أولوياتها بناء وعي جمعي يؤمن بأن الأناقة لا تتعارض مع الأخلاق أو الاستدامة.
الجدير بالذكر أن الحملة حظيت بتفاعل إيجابي من أساتذة الكلية ورواد مجال العلاقات العامة والإعلام البيئي، كما يأمل القائمون على المشروع في أن تحظى مبادرتهم بدعم إعلامي واسع من المؤسسات الصحفية والمواقع الإخبارية الرائدة، في مقدمتها صحيفة "صدى الأمة"، لما لها من دور فاعل في تسليط الضوء على المبادرات الشبابية الهادفة.
"دولابكو" ليست مجرد حملة، بل صرخة واعية من جيل يؤمن بأن التغيير ممكن، وأن كل قرار استهلاكي هو اختيار بين الإضرار بكوكبنا أو الحفاظ عليه. ومن قلب الجامعة، يوجّه هؤلاء الطلاب رسالة بسيطة ولكنها قوية: ملابسك تعني أكثر مما تتخيل، فاخترها بعناية.. واختر أن تكون جزءًا من الحل.